فراس خوري، شاعر ومخرج فلسطيني، يسكن في قرية عيلبون، خريج قسم السينما والتليفزيون بجامعة تل أبيب. يعمل هذه الأيام على إخراج فيلم قصير باسم "سوفير". القصيدة منشورة بالعبرية بمجلة "معيان" الأدبية الدورية، ومنشورة في صحيفة يديعوت أحرونوت أيضاً.
اصرخ يا أحمد
فراس خوري
ترجمة: نائل الطوخي
اصرخ بالعربية، يا أحمد، ولوث آذانهم.
قف في ساحة المنصة واصرخ على صديقك، الموجود في هرتسل، كي يجلب لك المجرفة
ازعج جميع الجالسين في شوارع روتشيلد المشجرة مع كلابهم المدللة،
ازعجهم وهم يتحدثون عن الحفل الذي أقيم بالأمس
عن لعبة فريق مكابي تل أبيب الليلة،
عن الحريديم (العفنين) الذين صعدوا قبل لحظة للأوتوبيس معهم،
عن الحكومة اليمينية التي لا يشكلون جزءاً منها،
وعن العربي الذكي الذي قابلوه مؤخراً.
اصرخ، يا أحمد،
وسخ آذانهم بلغتك
هم لا يحبونها
هم يخافون منها
هم لا يحبون سماع اسم صديقك
هذا يرعبهم، يزعجهم أن يقرأوا الصحيفة اليسارية.
اصرخ، يا أحمد، بكل الصوت الذي منحك إياه الله
اصرخ، لا تخف، اصرخ!
فأنت تحتاج هذه المجرفة. صح؟
أنت تحتاج هذه المجرفة.
اصرخ، لن يلاحظوا وجودك إلى أن تصرخ
بهذه اللغة،
اللغة الممنوعة،
اصرخ وأصم آذانهم-
أنت تحتاج هذه المجرفة يا أحمد،
اصرخ.
ازرع لهم الطريق المشجر يا أحمد
زيّن لهم الطريق المشجر،
ثم اجلس لترتاح، اجلس لترتاح في الطريق المشجر.
أخرج علبة الملوخية والخبز من الكيس الذي أعدته لك أمك.
افتح العلبة، ضعها على الأرض،
أخرج الخبز وضعه على الكيس، على الأرض.
اجلس وامسح يدك.
امسح وازدرد الطعام أمام أعينهم.
امسح بيد تعرف أكثر مما ينبغي في عمرها الصغير.
اجلس بملابس العمل الوسخة وبوجهك المهبب والعرقان
وامسح.
امسح ولوث لهم ما حولهم.
اجلس، امسح واستمتع بطرق روتشيلد المشجرة يا أحمد
سيأتي يوم و...
ملحوظة المؤلف: إذا كنتَ إسرائيلياً فمن البديهي أنك قمت بتفسير الجملة الأخيرة بوصفها تهديداً لوجودك. شيء مثل: "سيأتي يوم وتصبح كل طرق روتشيلد المشجرد ملكك، يا أحمد".
لذا وجب الإشارة إلى أن الجملة الأخيرة تمت كتابتها فقط من أجل مواجهة القارئ الإسرائيلي بالوضع. ليس لدى المؤلف أية نبوءات تتعلق بطرد اليهود من طرق روتشيلد المشجرة، وهو بالتأكيد ليس لديه الوقت للذهاب في الرابعة وعشرين دقيقة عصر يوم الأربعاء للتحقيق لدى الشاباك.
جميل
ReplyDeleteشكراً نائل الطوخي على هذه المدونة العظيمة