Sunday, 6 June 2010

بعض الحقائق بخصوص الثديين

حانوخ لفين من أعلام المسرح والأدب الإسرائيلي. ولد عام 1943 لأبوين من أصول بولندية وتوفى عام 1999. نشر قصيدته الأولى عام 1967 باسم "بركات الفجر". اهتم بالمسرح السياسي الساخر، فقدم عام 1968 مسرحية "أنا وأنت والحرب القادمة"، وفي عام 69 قدم "كاتشب"، وفي كلا العملين عارض الطابع العسكري لدولة إسرائيل وسخر من عجز ولامبالاة السياسيين، مما أثار ضده النقاد، وبعد تقديم عمله الثالث "ملكة الكبانيه"، على المسرح الكامري في أبريل 1970 ، ثار الرأي العام الإسرائيلي ضده بدرجة غير مسبوقة: تظاهر المشاهدون وقاموا بأعمال شغب ضد عرض المسرحية في المسرح الكامري، وهو مسرح تابع للدولة، وطالب حزب المفدال بمنع العرض الذي يدنس شرف العهد القديم، وهددت الحكومة بوقف الدعم المقدم إلى المسرح. تعرض لفين كذلك لانتقادات شديدة فيما يخص عرضه "عدة حوارات متخلفة وأغان تهدف لصب الملح على الجروح المفتوحة"، حيث قال عنها الصحفي أوري بورات: "يبدو من هذه المسرحية الزبالة أننا جميعا قتلة حقراء، مواطنون في دولة عسكرية متعطشة للدماء"، أما رئوفين يناي فقد قال عنها: "هناك مشهد عن صحفي يذهب لإجراء حوار مع أرملة شابة سقط زوجها في القناة، ويمارس معها الحب ببهجة – فقط عقل شيطاني أو مريض نفسي يمكنه كتابة مشهد كهذا... إنها سخرية خبيثة من آلاف الأباء الثكلى" المشهد الأول هنا من مسرحية "يعكوفي وليدنتل"، تدور حول الصديقين إيتمار يعكوفي ودافيد ليدنتل، الذين يتنافسان على حب روت شاحاش، والتي تسحرهما بضخامة حجم ثدييها. يفوز يعكوفي بالزواج من شاحاش فيقرر ليدنتل أن يهدي نفسه إليهما كهدية زفاف، وأن يجعل نفسه خادما لهما.

يمكن هنا قراءة مشهدين آخرين من أعمال حانوخ لفين.

حانوخ لفين

ترجمة: نائل الطوخي


يعكوفي وليدنتل

المشهد 27

بيت يعكوفي وشاحاش، ليل، ليدنتل


ليدنتل: طيب. ها أنا أنتظر، كالعادة، شيئا ما غير جيد (تدخل شاحاش وهي تلوح بمضرب ذباب في يديها) ستطردونني كالذباب؟

شاحاش: بشكل طبيعي.

ليدنتل: وجودي سيء بالنسبة لكم، إذن تطردونني. ولكن ماذا. استغللتموني بدون آلام ضمير والآن ترمونني. ارموا، ارموا. هل تعرفون أنه بسبب بقائي هنا قلت فرصي في العثور على عروسة؟

شاحاش: هل ستصدق لو أخبرناك إلى أي حد هذا لا يهمنا؟

ليدنتل: طبعا كنت أصدق.

شاحاش: إذن فبلا أية كلمة أخرى – برة. وكما لو لم تكن موجودا. ولا تفكر في أننا قد نضيع على هذا سعادة أو حزنا، ولا أي شيء. ليس لدينا دماغ لا لهذا ولا لذاك. نحن نرميك بشكل طبيعي كإنسان يخلع حذائه.

ليدنتل: طبعا. وأنا أريدك أن تعرفي أنه من جانبي أيضا فليس هناك شيء. القلب خاو. حتى المعاناة لم أعانها كما ينبغي. لم أتخيل أن نهايتي ستكون هكذا. أنا أغادركم محبطا وغير راض.

شاحاش: تحدثت إليك بما يكفي، أحتاج لتوفير كلماتي لزوجي. برة!

ليدنتل: حاضر. أين الحقيبة؟ هاهي، تعالي يا حقيبة. لنخرج قليلا لنعطي الانطباع بأننا مشغولان. تريدين هذا؟ أنت متعبة. أعرف. عندما أستريح، ستستريحين أنت أيضاً. (يرفع الحقيبة) سلام يا يعكوفي، أعرف أنك تتلصص من وراء الباب من الخجل. أنا وحدي أعرف كم أنه في الحقيقة يسوؤك هذا، ولأسفي فهذا لا يجعلني سعيدا.

شاحاش: برة!

ليدنتل: طيب. ليلة سعيدة. أنا ذاهب إذن، برغم أنني بنفس القدر كان يمكنني البقاء. مثلما أنني لو بقيت كان يمكنني بنفس القدر أن أذهب أيضاً. (يواصل الوقوف في مكانه)

شاحاش: ماذا تنتظر؟

ليدنتل: أنا آسف، ليس هناك ما يدفعني للتعجل.

شاحاش: تحتاج لأن يسحبوك إلى الخارج من كرافتتك؟

ليدنتل: أحتاج جدا.

(شاحاش تمسك كرافتته. يتخلص منها بالقوة)

(يغني)

إخوتي في الإنسانية، إخوتي في المعاناة

منذ طفولتنا يسحرنا الثديان

نساء برتبة أمهات كن يرمين أمامنا

بهاتين البلوطتين البيضاوتين

كي نرضع الحليب.

لم تكن لدينا الفرصة للاعتراض.

صح، سُحرنا، وكانا يحويان حليباً مغذياً،

وكان طريين ومتأرجحين ومهدئين،

وباختصار: الثديان أفيون الأطفال.


عندما كبرنا لم نعد نرى هذين الثديين،

والنساء صارت تغطيهما بالسوتيانات،

(حتى لو كان بشكل أقل اليوم)،

ورفعن جدا سعر الحق

في لمسهما، في رؤيتهما وفي تقبيلهما.

بهذا الشكل، وقد صرنا أغبياء على يد حليب أمهاتنا،

وممنوعين بالقوة من لمس الثدي بحُرية،

حولنا الصفقة لموضوع كبير،

لهدف وغاية، لجمال متجسد.


إخوتي في الإنسانية، إخوتي في المعاناة،

حان وقت تقرير الحقائق:

الثدي ليس أكثر من كيس دهن،

فسفوسة غير مشكلة، تضخم أعمى

ورم عجيني غير مخبوز للنهاية

منتج إعلاني غامض بحلاوة أمريكية

حدبة أمامية بلا عمود فقري،

ورم تشكل بالصدفة وينتهي طرفه

ببرعم بارز بلون الطين


إخوتي، اعترفوا، الثدي منحرف، منحرف،

ليس سليما، ليس صحيحا، لا يؤدي لأي مكان،

تحرروا من سحر الثديين!

انضموا لسلاح المظليين!


(يقترب، منحنيا، من شاحاش وهي تمسكه)

نعم، هكذا! بقوة! بقوة! أنا لا أفهم أية لغة أخرى! نعم، جميل، هكذا! (ترميه إلى الخارج.)

شاحاش: هذا الوقح، تقريبا ضيعت عليه الغضب. (يدخل يعكوفي)، أخيرا نحن وحدنا. مبسوط؟

يعكوفي: لا.

___________________________________

المشهد التالي من مسرحية "حيفتس"، وتدور حول تيجلاخ وابنته بوجرا حيفتس الذي يقيم ببيت تيجلاخ، حيفتس إنسان مستعد دائما لأن تتم إهانته (كلمة حيفتس تعني شيء بالعبرية)، ولكنه في النهاية يقرر الانتحار في يوم زفاف بوجرا (ابنة تيجلاخ، والتي يحبها سرا) من فرشفياك. بوجرا فتاة مشغولة بآلاف الأشياء وتحب دائما الادعاءات من نوعية (أنا مختلفة أنا مختلفة أنا مختلفة ولا أحد يفهمني). هذا المشهد أثناء تمشية تقوم بها بوجرا وفرشبياك.


حيفتس

مشهد 8

متأخراً قليلاً في نفس الليلة. كرسي وحيد على الرصيف. بوجرا وفرشفياك يسيران بملابس التنس.

بوجرا: لا أستطيع فهم هذا. بعد الظهر لعبنا تنس لساعة ونصف، بعدها ذهبنا للمقهى، ومن هناك إلى نايت كلوب والآن نحن في طريقنا لزيارة أبي زيارة مفاجئة. من أين لي كل هذه الحيوية؟

فرشفياك: أنا أسأل نفسي أيضاً.

بوجرا: الرائع هو أنه بجانب المتعة التي لا تنتهي فأنا أشعر بأنني أيضا أتقدم وأتطور طول الوقت. حتى الآن. عندما أسير وأثرثر ببساطة، أعرف أنه تتطور في داخلي كل أنواع الحيوية البدنية. بدون أي جهد أستوعب بداخلي أشياء طول الوقت، أهضمها، أعالجها. رائع. رائع كيف أن الأشياء تعمل بداخلي. (ترى الكرسي) ما الذي أراه، ما الذي أراه!

الحياة لا تعرف ماذا تفعله من أجلي. كأنه لا يكفي كل الثراء التي استوعبته، بل يخبئ لي القدر، في نصف الشارع ليلاً، ماذا؟ كرسي. كرسي . كرسي حتى إذا تعبت. ألا يجنن هذا؟ (تركل الكرسي بخفة) كرسي منافق، ينتظر متوترا أن أجلس عليه، ولكنه لن يحظى بهذا، لأنني، ستفاجئون، أشعر بالحيوية! (تقفز وتقف على الكرسي) لير القدر أن الجهود التي يقوم بها من أجلي لا تترك عليّ أي انطباع.

فرشبياك: (يقترب منها متأثراً) أية امرأة! أية رؤية! (يجثو على ركبتيه أمامه، صوته مخنوق من الرغبة) بوجرا! بوجرا! (يبدأ في تقبيل ساقيها وفخذيها بحرارة) بوجرا! بوجرا!

بوجرا: نعم يا فرشبياك، هاتان ساقاي، صح.

فرشبياك: بوجرا! بوجرا!

بوجرا: أنت لم تخطئ، هاتان ساقاي.

فرشبياك: (يأخذ في التحمس) بوجرا! بوجرا!

بوجرا: احترس مني يا فرشبياك، أنا بحالة جيدة جدا لدرجة أنني لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل مع نفسي. أنا قادرة على إيذائك، أن أحولك إلى لا أعرف ماذا. أخاف أن أفقد اتزاني من فرط السعادة!

فرشبياك: (متحمس) أنا أحب بوجرا!

بوجرا: (تقفز من الكرسي وتتركه منحنياً) لنواصل السير قبل أن أركلك.

No comments:

Post a Comment

comment ya khabibi