Friday 23 April 2010

عيب - أغنية للصولو والأوركسترا


يتسحاك لاؤور، أو إسحق لاؤور، شاعر وروائي ومسرحي. ولد عام 1948 في برديس حنا بحيفا. أثارت مسرحيته "إفرايم يعود للجيش" في الثمانينات ضجة كبيرة. حيث رفض عرضها مجلس النقد السينمائي والمسرحي لكونها: "تتناول صورة الحكم العسكري بشكل مشوه وخبيث من خلال تشبيهه بالنظام النازي، وعرضها سوف يجعل مشاهديها يشعرون بمشاعر سلبية تجاه الدولة وبمشاعر احتقار وقرف ضد جيش الدفاع الإسرائيلي بشكل عام وضد الحكم العسكري بشكل خاص". غير أنه قد سمح بعرضها بعد الاستئناف. لاؤور يعيش حاليا في تل أبيب، ويعمل ناقداً أدبيا في صحيفة هاآرتس. رفض آداء الخدمة العسكرية عام 1982، وكان من الأدباء الإسرائيليين القلائل الذين وقعوا على عريضة الكتاب العالميين من أجل السلام أثناء مذبحة جنين عام 2002. القصائد المنشورة هنا من ديوانه "مدينة الحوت". ويمكن قراءة فصل من روايته "هذا هو ابن آدم" هنا.


يتسحاك لاؤور

ترجمة: نائل الطوخي


عيب (أغنية للصولو والأوركسترا)


طفلة:

عندما قال جيشنا، أي جيش الشعب العائد لأرضه

لأساتذة الشعب المحتل في أرضه

ماذا عليهم أن يقرأوا وماذا عليهم ألا يقرأوا، كان هناك الكثيرون

بيننا، الكثيرون جداً

ممن قالوا للجيش الذي يقوم بالرقابة: عيب!


طفل:

عندما سرق جيشنا، أي جيش الشعب الوحشي

أراضي من الشعب الخاضع للرقابة

عندما حكمت محكمة العدل العليا بأنه "ما للأمن

للأمن" ورأت في المذبحة أمراً لائقاً

كان هناك كذلك الكثيرون بما يكفي بيننا

ممن قالوا: عيب.


امرأة:

عندما اعتقل جيشنا، أي جيش الشعب الذي قام بالاحتلال،

آلاف البشر من أبناء الشعب المقهور

في أمسيات الخوف والارتعاد، تحت حماية الصحيفة الموجودة، كان هناك بيننا أناس آخرون

قالوا للجيش الوارث: عيب،


رجل:

عندما نكل جيشنا، أي جيش الشعب النقي،

كما ينبغي، باسم الرب الواحد، بجموع

معتقليه، من أبناء الشعب

المحتل، تحت حماية أوامر الاعتقال

والطرد والمصادرة والإغلاق والتدمير

والتعذيب كان هناك البعض ممن قالوا

للجيش البطل: عيب


أوركسترا:

عندما مات الشعب المختل من الظمأ

من مهانة الجوع، في المعسكرات، على الحواجز،

بدون أطباء في القرى، بدون أدوية في المدن

بينما أبناؤهم يبكون بكاء أبح في المخابئ

والمحكمة العليا تسكت، والبرلمان يضحك

والجريدة تشطب، لم يكنت هناك من قالوا عيب

ربما كان هناك، غير أن صوتهم كان ضعيفاً

فهم لم يكونوا مؤمنين من البداية إلا بالعيب


اتفاق مرحلي


هو: نحن جميلون حقاً. أحياناً ما نكون مرهقين

أطفالنا لا يقتلون في الليل إلا من يجب أن يُقتل

باستثناء الأخطاء، ولكن في نهاية الأمر فنحن

جميلون. في الأشهر الأخيرة تجمعنا

للاستماع لصوت هبوب الريح. من المهم أن نستمع للريح

أثناء الحرب. لأننا جميلون، جميلون، جميلون.

كيف يقال إذن أننا خراتيت؟ أن يتخرتت الشخص يعني أن

ينافق لأجل الترقية في العمل، وهو أمر أكثر سلبي

يتطلب ضعفاً أكثر، وحياء أقل، حياء أقل وأقل.


هي: ومع كل هذا في مسألة الدم المراق – فهو خسارة.

أين هي القدور التي يباع فيها اللبن، من بيت

لبيت، يمكننا أن نجمع فيها الدم، نحتاج بشدة

إلى نقل دم بسبب الأمراض، ومن المفيد أيضاً أن نقيم

بنكاً للأعضاء البشرية، إنهم ينتظرون زراعة الأعضاء بفارغ الصبر

وهو ما سوف يصلح كذلك من صورة الضحية

وبأعضاء كثيرة بهذا الشكل، سنكون جميعاً

حذرين، كي لا ينقص عددها.


أنا: لن أنقذ إلا ابني. لا تكن ليناً، ولا تكن

قاسياً، ولا طياراً، ما تقوم به كتيبة في شهر يقوم به

طيار في غارة واحدة على مدينة يصرخ أطفالها من الخوف

لسنوات. وفي الحرب بين المحتلين والثوار يا ابني، كن

مع الخونة. اسمع صوت أبائك اليهود


وقال القناص الواقف خلف الصخرة:

ائتوني الآن بنيلسون مانديلا


منظر طبيعي ونظرة خوف في الأعين


في مكان ما على الأطراف لا ترى العين خوف

أم على ابنها، تركض حافية بين التلال، وبين

الحواجز، ولا تسمع الجنود الرومانيين يسخرون

منها، لا يهمها (هم يتحدثون عموماً عن كرة القدم) إلا

أن تعيد ابنها إلى البيت، لا يزال عمره كله أمامه، داخل

الجدب والطبيعة والأرض المقفرة بلا لون تقريباً

لا يتردد أي صوت ولا يرى أحد ألما فلا يوجد ألم

في مكان لا تسمع فيه الأذن تأوهاً، في مكان لا تثق فيه الأذن

إلا بالحقيقة، وتميز لجلجة من يكذب على الحاجز.


قال محقق الشاباك الموهوب لامرأته في نهاية اليوم "الحقيقة هي دال بلا

مدلول"،

هو متعب، سيسافر في إجازة، سيأخذ معه رواية،

ربما يتكاثران كذلك ويتناسلان في الفندق، ليلاً بعد تناول الطعام

(قال ربي إليعازر: أي شخص لا يتكاثر

ويتناسل، فهو في حكم سافك الدماء).


في مكان لا ترى فيه العين أشجار الزيتون إن لم تكن تنتمي لها، وتغضب

من سماع ضحك الأطفال إنت كانت لغتهم غير مفهومة، لا ترى

فيه العين عماها، لا تسمع فيه الأذن صممها

يُقحمون كلمات في حنجرة الضحية تقول بأنها لم تعد ضحية، باسم الشعب

اليهودي، والذي كان يحلم دائماً بأورشليم، وبدونم هنا ودونم هناك

ودونم آخر هنا ودونم آخر هناك ودونم آخر هنا ودونم آخر هناك. يا

حقول الوادي، دعينا نتوسع بما يكفي.


ووقفت الأم في طرف الوادي، تدمع، لقد وجدت ابنها، هو حي

أرادت أن تناديه بفرحة وغيرت رأيها مرتبكة (بعد دفن ابن

اختها بساعة) فالآن فقط، في اللحظة التي رأت فيها ابنها الحي تحت

شجرته السرية، تذكرت كم أن بيتها غير آمن، وكيف أنها

لم تفكر في هذا بركضها (ممنوع الخروج ليلاً، هم فحسب من يأتون في

الظلام، يكسرون الباب، يخطفون الناس من تحت البطاطين، يركضون

إلى أي مكان يركضون إليه، نحن عرب، هم مستعربون) الوادي حلم


جئنا


"اذهبوا من هناك إلى هنا، وابنوا لنا

حصناً، بهذا تصبحون جزءاً منا".

لماذا هناك؟ لماذا ليس عندكم؟ هل

هي مستوطنة العقاب؟ "لم ترغبوا في جيتو،

فلتأخذوا ضاحية بعيدة وحصينة، قد يكون جسدكم بعيداً

غير أن روحكم معنا دوماً".


هكذا جئنا


الدائرة والعجل


في حماية الجيش

في الموت البطيء

في الحرارة المرتفعة للحظر

في الظمأ

في عبادة العجل التي يقوم بها وثنيون يهود في الخليل

في الموت البطيء كالصيف

الموت الهادئ

لا يتحدثون عنه بالعبرية

فلا مكان للحديث عنه بالعبرية

فلا يوجد من يشتريه بالعبرية

فلا يوجد من يبيعه بالعبرية

في الموت البطيء الذي يهبط على العائلات البشرية

والحيوانات والنباتات

في الموت البطيء لشعب يعد ميتاً

بين الأطفال المستوطنين الذين يسيئون لأبناء البلد

ومن ولدوا بها

كتب صبي يهودي

"وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك"

بين الأطفال المستوطنين الذين يسيئون لأبناء البلد ومن ولدوا بها

في الموت البطيء لشعب يعد ميتاً

فلا يوجد من يشتريه بالعبرية

فلا يوجد من يبيعه بالعبرية

فلا يمكن الحديث عنه بالعبرية

موت هادي

لا يتحدثون عنه بالعبرية

في الخليل في الموت البطيء كالصيف

في عبادة العجل التي يقوم بها وثنيون يهود

في الموت البطيء

في الحرارة المرتفعة للحظر

في الظمأ

في حماية الجيش

لم يكتب أي صبي يهودي على أي حائط

أي شعار

"وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك"


حافظ على نفسك يا عسكري


لا تمت يا عسكري، من يملك أن يفتقد

البرامج الإذاعية؟ البس خوذتك وقميصك الواقي وحاصر

القرية على القناة، املأها بالثعابين إن وجدت، جوّع

أهلها إن كان لابد من التجويع، كل من حلويات ماما، لا

تمت، اجلد، عمر مخازن السلاح، نظف البندقية التلسكوبية

حافظ على الجيب المصفحة، على البلدوزر، حافظ على الأرض

فذات يوم ستصبح ملكك، يا داود الصغير، الحبوب، لا تمت، رجاءً


احترس من القرع العسلي لجوليات الفلاح، إنه يحاول بيعه في

السوق القريب، ليس بسبب الجوع وإنما لأنه يدبر لشراء هدية لحفيده، انس

هامان القاسي الذي منعته من علاج التهاب شعبه الرئوية، امح نزيف

إيفا براون، وتحقق من إن كانت قد اصطنعت آلام المخاض، أسكت صرخاتها

هكذا تبدو أية غرفة للولادة، كن قوياً، ليس سهلاً أن يمر المرء بما

تمر به، أكيد ليس سهلاً إن كان المرء يتحلى بقيمك الإنسانية، فقط لا تخجل

(الفرنسيون في الجزائر لم يكونوا أفضل) حافظ على نفسك، انس

أفعالك، انس النسيان، انس نسيان النسيان


حتى تطول أيامك، حتى تطول أيام أبنائك، حتى يسمعوا يوماً

بأعمالك ويغرزوا أصابعهم في آذانهم ويصرخوا

من الخوف، صرخة طويلة طويلة. لن تخرس صرخة ابنك/ بنتك أبداً.

كن قوياً، يا داود الحبوب، وعش طويلاً، وحدق في أعين أبنائك

سوف يطلقون سيقانهم للريح هرباً منك، حافظ على صلتك بزملاء

السلاح، بعد أن ينكرك أبناؤك، هذا هو التحالف

بين المنبوذين، حافظ على نفسك يا عسكور


في الصباح، كالعادة، بعد العملية


هاهي النار والأخشاب، أيها الشعب المختار، وهاهو

كبش الفداء أيضاً. تركت ابني في يد الخاتن، مرتعشاً

من الخوف سمحت بوسمه بختم القبيلة. أكره

جبل الموريا بشدة ومع هذا آتي به هنا في كل صباح

ليتعلم الحساب والتوراة والوثنية

كفه الرقيقة في كفي، وبراحة بالغة أفكر

في أن رئيس الوزراء ووزير الأمن ورئيس هيئة الأركان العامة

مرتدياً زنطه والعميد الألمعي وقائد الوحدة العظيم وكل مساعديه

حتى وإن كانوا يدهسون ويحرقون ودمرون ويقتلون، فمع

هذا هم يؤّمنون سلامة الصبي الرقيق وأنا

أتركه هناك بإيمان تام بالتيس والملاك والحارس

الروسي، وإذ يعلو من جميع أجهزة الراديو صوت الكارثة

وصوت الصراخ، يعلون صوت الانتقام وصوت السعادة،

أعاود ممارسة حرفة الاعتقال، من يعيش ومن لا يعيش

(أنا الرب إلهكم في الخدمة الاحتياطية) أضع ثقتي في قائمة

المطلوبين للتصفية، والتي ستمنع السيارة المفخخة القادمة، وإن لم

تكن القادمة، فتلك التي تليها إذن، أو تلك التي تليها، أو

تلك التي تليها، أو تلك التي تليها، أو تلك التي تليها،

أو تلك التي تليها، أو تلك التي تليها، أو تلك التي تليها،

لا أمدح ولكنني لست قرفاناً أيضاً، لا يهمني

ما كان في البدء، ما ستكون عليه النهاية، حياة لحظية من الأبدية، يا صخرة

إسرائيل ونعيها فلتقدمي لي ما نطق به فمك بعد ما

قدمه لك رب الانتقام من أعدائك: بعض القصائد وأمنيات

الشفاء للمصابين، طبعا ينتظرون الانتقام وبالأخص

المزيد من الأرض، المزيد من الأرض. لم تعد لدينا دموع، لكن

الدم لم ينته وهو لزج وهو مالح وهو ساخن.

تعالوا تعالوا يا أطفال، يا أبناء إفرام وأبناء سارة، يا بنات يفتاح

ابن العاهرة، كل الأرض ملكنا، القرية المخلصة للشعب

المختار، كما الصديد


عريف إشعيا يذهب للسجن


إشعيا النبي، يهيبون به، لأجل تشجيعه، ألا ينتحر في السجن

هنالك سوف يضعونه له في مؤخرته (يقولون له يا بني آدم، لتكن جندياً

بعض الشيء) سيهرب من الجيش، سيعيدونه بالقوة، سيذهبون به إلى

السجن، صرخ طول

الليل، بعد أن قتلوا في الظلام، وصلوا راكضين إلى أشجار الزيتون

في السماء ابتسم قمر مبقع بالسخام، فتح المحكوم عليه عينيه للحظة

لم يقل شيئاً، ربما قال، وسكت الواقفون لأن الموت حصد

النور الأسود الغريب، وصرخ النبي طوال الليل باكياً

بمرارة قائلاً: "ويل للذين يصلون بيتاً ببيت ويقرنون حقلاً بحقل". قال القائد

البالغ من العمر 22 عاماً (يعشق عاموس عوز، بعد الجيش سيدرس الإعلام)

للعريف إشعيا: "نظف سلاحك قبل أي شيء، وبعدها ابدأ في

الانتقاد". غير أن ربي شلومو بن إسحق قد فسرها هكذا ("ويل للذين يصلون بيتاً ببيت" أي يسرقون

من الفقراء أرضهم كي يسكنوا عليها وحدهم).

ويقول الجميع لإشعيا: "إذن ما السيء في هذا يا بني آدم، اهدأ".


(وقال العميد مرتدياً زنطه:

من لبنان طُردنا كالكلاب

الآن فقط نسوي الحساب)

1 comment:

  1. طمهكمكن ننخمكم انلفيث

    ReplyDelete

comment ya khabibi