Saturday 3 April 2010

السيد عالَم

تنفجر مركبة رجل الفضاء الإسرائيلي، بابا رامون، في الفضاء. ينجو من الحادثة ويكتشف لديه قوى خارقة تمكنه من تحقيق أفكاره ورغباته. هذه هي الحبكة الأساسية لمسرحية "السيد عالَم" والتي كتبها ليئور ووترمان ويوناتان ليفي، وتتوالى الأحداث في إطارها: يخلق بابا رامون محطة فضائية تسكن فيها ابنتاه، فسوطة ومصمص، بالإضافة إلى طبيب المحطة توفيق. تختطف الكائنات الفضائية مردخاي إلى المحطة. يجد نفسه بعيدا عن كوكب الأرض. لا يعرف أين هو ولماذا. يبدأ في الدراسة من جديد ويطالب بوسائل عنيفة بأن ينسى هويته القديمة وينتقل لمرحلة جديدة، فيما يشبه محاكاة ساخرة للمشروع الصهيوني الذي يطالب اليهود القدامي بنسيان هويتهم القديمة كيهود من بلدان مختلفة والانخراط في مشروع إسرائيلي جديد. يبدأ مردخاي في ممارسة علاقات مركبة مع ابنتي رامون. يحكي ليئور عن المسرحية في موقع "عخبار هاعير" قائلا: "هذا عمل ينتمي للخيال العلمي بشكل ما. ولكن التأكيد هنا ليس على العلم والتكنولوجيا ولا المجتمع اليوتوبي القائم على التكنولوجيا وإنما عن اختلاقية الذهن." ويضيف: "في القصة الإطار للمسرحية فإن رجل الفضاء بابا رامون يهرب إلى اللا نهاية بعد انفجار المعبرة كولومبيا. في ظروف معينة ينجح في إجراء تحول يمكنه من تطوير قدرة على الخلق. أفكاره ورغباته يمكن أن تتحقق في الواقع. في المحطة الفضائية يخلق ابنتيه، فسوطة ومصمص، وهما اسمان لقريتين عربيتين."

المشهد المترجم هنا من المسرحية، منشور في العدد الرابع من مجلة "معيان" المستقلة. والصور لمشاهد من العرض قام بالتقاطها آيال لاندسمان.


ليئور ووترمان ويوناتان ليفي

ترجمة: نائل الطوخي

مشهد 5: مُصمُصيا

رامون: هنا بجوار مذبح الطيور، أبني مدخنة باردة، للحم. ما رأيك؟

مردخاي: بابا؟

رامون: جذع واحد من جوز البقان الصيني يجعلني أسعد إنسان في العالم.

مردخاي: يقال فعلاً أن جوز البقان الصيني هو الأفضل في التدخين.

رامون: جذع بلوط أحمر. ولكن بينما اللحم حلو بشكل طبيعي، فحتى البقان الصيني يعطي انطباعا جيداً.

ولكننا في الفضاء يا مردخاي. لا جذع بلوط أحمر ولا بقان صيني.

مردخاي: هذا للانشون؟

رامون: فتحت الباب لك يا مردخاي وبنية صافية جعلتك تسحر الجو في هذا المكان. لم أولد بالأمس يا مردخاي، كنت أعرف بالضبط ثمن هذا. بكلمات أخرى، يا مردخاي، أنا أعرف أنك تنام مع ابنتي.

مردخاي: هذا غير صحيح، بخصوص ماذا تتحدث؟

رامون: أراك يا مردخاي.

مردخاي: لم أنم معها.

رامون: مع من؟

مردخاي: مع ابنتك.

رامون: مع من.

مردخاي: مع مُص...

رامون: مع مصمصصصصصصصصص. طيب، كيف تنيك مصمص، ابنة رامون؟

مردخاي: لم... أنك.

رامون: من ناحيتها فكل هذا قد حدث، يا مردخاي، هذا حدث فعلاً. ماذا قلت لها؟

كيف اقتربت منها؟ هه تكلم!

مردخاي: أنت مخطئ...

رامون: تحدث معي مثلما تحدثت معها يا مردخاي. ابدأ معي مثلما تبدأ معها. أنا الشابة، أنا مصمصصصص. إغوني.

مردخاي: أبدا معك؟

رامون: (يصمت).

مردخاي: هيي.. هيي (يبتسم) أنا... أشعر بأشياء غريبة تجاهك...

رامون: ممل. بطيء جدا. فاتر. لا تكذب. خذني من هنا يا مردخاي، اربكني، اجعلني أنسى كل شيء.

مردخاي: مصمص (ينظر إلى عيني رامون) أنت جميلة.

(رامون يهز رأسه. تدخل مصمص وتجلس على ركبتيه).كما قلتها لي قلها لها.

مردخاي: أنت تجعلينني أتذكر أشياء، أشعر بالحنين.

مصمص: لمن تحن يا مردخاي؟

مردخاي: لنفسي. للعالم. كان هناك عالم.

مصمص: أنت تربكني.

مردخاي: أنت تعجبينني.

مصمص: هذا لا ينفع، أنت ببساطة لا تعرف حتى من أنا في الحقيقة.

مردخاي: أعتقد أنني أحبك.

مصمص: هل قلت هذا لأختي أيضاً؟

مردخاي: انظري. فسوطة مذهلة. أنا فعلا أقدر أختك، ولكن عندما نحب مصمص فهذا قد يكون قاسيا ضد من بخارج الصورة

رامون: ممتاز.

مصمص: مردخاي أنت تربكني.

مردخاي: أنت تعجبينني.

مصمص: هذا لا ينفع، أنت ببساطة لا تعرف حتى من أنا في الحقيقة.

مردخاي: أعتقد أنني أحبك.

مصمص: ماذا كنت ستفعل معي؟ الآن؟

مردخاي: كنت سأقرب عيني من عينيك، أتطلع إليك من قريب... كنت ملتصقا بك...

مصمص: "كنت كنت" افعلها معي، المسني!

مردخاي: أنا ألصق جسمك بجسمي وأقبلك.

مصمص: أين؟

مردخاي: هنا.

مصمص: وهنا؟

مردخاي: وهنا أيضاً.

مصمص: وأنا يا مردخاي... وأنا؟

مردخاي: تسري بداخلك موجة ساخنة كأنها الكهرباء. تبدأ في التلوي والسخونة، مثل الأفعععى-

مصمص: لا أفهم ما يحدث لي يا مردخاي، بابا، ماذا يفعل لي؟ ماذا يحدث في جسمي؟ أريد أن نذهب، أن تأخذني من هنا.

مردخاي: إلى أين؟

مصمص: لا أعرف، لبيت جدك، هل يوجد هناك دش؟

مردخاي: لقد مات في هذا البيت، لا أستطيع الدخول هناك.

مصمص: توقف، لا يمكنك أن تتركني هكذا، لا أعرف أنك تؤمن بهذه الحماقات.

مردخاي: عن أي شيء تتحدثين؟

مصمص: عن الأرواح وهذه الأشياء –

مردخاي: أنا لا أؤمن بأي شيء... هو ببساطة إحساس غير مريح أن أذهب بالتحديد للسرير الذي مات فيه جدي.

مصمص: أي سرير؟ أنا فعلا أريد أن أعمل بيبّي يا مردخاي، تعالى نخرج. أريد الذهاب للحمام. واو، توجد نقود هنا، لحظة، يوجد هنا حوالي 400 شيكل.

مردخاي: يبدو أنها تبقت منه.

مصمص: ماذا نفعل بها؟ (صمت) أين أنت يا مردخاي؟

مردخاي: أنتظرك بالأسفل.

مصمص: لا أريد أن ننام.

مردخاي: أنا أعريكِ.

مصمص: أنت تمسك شعري.. اتركني.. شيت!

مردخاي: ماذا؟

مصمص: هذا أبي.

مردخاي: لا تردي.

مصمص: علي أن أرد. بابا؟

مردخاي: (يهمس ساخرا) "بابا".

رامون: أين أنت؟

مصمص: خرجت.

رامون: مع من؟

مصمص: خرجت وخلاص، مع توفيق.

رامون: آه. أعطيني إياه لحظة.

مصمص: لقد ذهب للحظة.

رامون: أين ذهب؟

مصمص: ذهب لإحضار كيلوتات لي.

رامون: كيلوتات في منتصف الليل؟

مصمص: هذا موضوع بناتي لا تفهم فيه شيئاً.

رامون: طيب، ليعيدك بسرعة. حافظي على نفسك.

مردخاي: ماذا، غريب ما يحدث هنا.

مصمص: ما الغريب؟

مردخاي: جسمك.

مصمص: لا تحب جسمي؟

مردخاي: كلكم هكذا؟

مصمص: من كلنا؟

مردخاي: أختك، مثلاً؟

مصمص: عم تتحدث؟

مردخاي: مؤخرتك من الأمام.

مصمص: أه. خوفتني. أعرف أن عندكم الأمر معكوس. عند توفيق وعند بابا الطيز من الخلف. ماذا، يضايقك هذا؟

مردخاي: لا أعرف، غريب بالنسبة لي بعض الشيء. ماذا نفعل؟

مصمص: لا أعرف، هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي.

مردخاي: إذن ستديري لي مقدمتك?

مصمص: لا...

مردخاي: آه... إذن فالـ - كس - من الخلف؟

مصمص: آه نعم.

مردخاي: وحتى عند أمك؟

مصمص: ليس لدي أم. عقل بابا هو ما خلقنا.

مردخاي: لماذا إذن خلق البنات هكذا؟

مصمص: لا أعرف، اسأله.

مردخاي: ماذا؟ هل بإمكانه خلق كل شيء يريده؟

مصمص: لا، فقط ما يريده فعلا.

مردخاي: إذن ماذا يريد مني.



أغنية: سمكة فضائية


سمكة فضائية، سمكة فضائية

اصطادها صياد فضائي

بشص صنارة فضائية ألقيت إلى الأعلى


ماذا اصطدت يا رجل يا صياد؟

ماذا على طاولتك؟

ليس سمكة وإنما حطام حوت محشى في طبقك


سمكة فضائية، سمكة فضائية

اصطادها صياد فضائي

خيط من الضياء في السماء السوداء حمل شرارة حياته


ماذا اصطدت يا رجل يا صياد؟

ماذا على طاولتك؟

ليس إلا صينية رمادية وخاوية تطير للفضاء


سمكة فضائية، سمكة فضائية

اصطادها صياد فضائي

بشص صنارة فضائية ألقيت إلى الأعلى

_________________________________________

ليئور ووترمان، 32 عاما، أنهى دراسة الفن في بتسلئيل عام 2003. يعمل في الفيديو والنحت والمسرح. شارك مع يوناتان ليفي عام 2004 في عرض "مانو ملك أطلنطس." عضو في جماعة "قرطبة التي عرضت في سبتمبر 2006 عرض "جرنيكا" بمركز الفن المعاصر. يوناتان ليفي، صحفي، 32 عاماً، معد قناة النيو إيج في موقع معاريف. أخرج وكتب ومثل في عرض "مانو ملك أطلنطس" والذي حظى بجائزة المبدع الواعد في مهرجان عكا 2004. عضو في جماعة قرطبة أيضا.


No comments:

Post a Comment

comment ya khabibi