Friday, 26 March 2010

إن لم تلمسني - سأموت

شيرا ستاف

ترجمة: نائل الطوخي


حب من طرف واحد


سأموت

إن لم تلمسني



ولكنك لن تلمسني

وأنا لن أموت.




القفزة

كانت لنا أخوة من الأطفال المضروبين

لعبنا لعبة، كأننا

محبون، وفي أحلامنا نملك

بيتاً، خاويا من الواجبات والآباء والنواهي

كل نقودنا أنفقناها على الكلمات

والتسجيلات، عرفنا أننا سنحتضر جوعا، سنكون

مهمَلين، ولم يهمنا،

تخيلنا مطاردات، وحدنا في الشوارع المظلمة

والخاوية، فقط ظلالنا معنا، لتذكيرنا

أنه كانت هناك أيضا

حياة أخرى


كنتَ مظلياً ولذا فلقد أمنت بكً

تصورتُ أنك تعرف كيف تلقي

بنفسك من الهيلوكبتر، كيف تفلت أنفاسك

أمام الجمال الذي يضربك مثل ارض،

الريح كانت قوية، وتسلقنا سويا

سلماً من الحبال، خطوة بخطوة،

رئتانا تصفران من قلة

الهواء، مأخوذيْن بالسعادة وصلنا عاليا،

نعض على أظافرنا خائفين،

رميتني أولا، ومن هناك

تطلعتَ إليّ، وأنا أمزق كل الخيوط،

حتى آخر خيط، وأنت، من بعدي

لم تقفز.

واحدة أحبت

جاء واحد ولمس قلبي

بإصبعه ذي الإظفر غير المقصوص

كانت له كفان رهيبتان وجميلتان

قامتا بتفتيتي، بهدوء

في المساء، في نومه، كان يصدر أصواتاً

كحمل وديع، كطفل

كنت أنصت له

وداخلي ينشق وينتظر

وينتظر. في النهار

كنت أقف أمامه

وأفتح عينيه بقوة

تخيلت حدقتيه محفورتين

حتى سمك الأرض،

واسودت أظافري. ذات مرة

ذهب بي الشوق إليه

حتى نهاية شارعه

لم يُحفر بئر

هناك

ولم توضع علامة

ولم أستطع المرور

........................

وقلت لي اذهبي من مدينتك ومن غرفتك

ومن بيت أبيك إلى الشارع الذي أريك هناك

شقة بإيجار مضاعف ولتأخذي

ابنتك وحيدتك التي لا تحبينها

وعدة أغراض أخرى بكابينة قديمة

وأصعديها محرقة على

إحدى الأعماق التي أقول

لك، عميقاً


وسكتَّ ولم تواصل الكلام


الآن انظري كيف

تسيرين، كيف تُضربين، لأين

تتبخرين، كأنك تناطحين

الجدران، احترسي

ولأين تتعجلين المسير، حتى لو

كانت في نهاية الليلة المضببة تنتظرك

طفلة وأبوها مع

الشاي الساخن، لن تشربيهما

ليس حتى القطرة الاخيرة، أنت

التي تذكرين أن ليس هناك مكان هو

بيت لك، أنت التي تعرفين أن ليس هناك بيت

هو مكان.

________________________________

ولدت شيرا ستاف عام 1971. شاعرة، عملت في جميع المهن المتخيلة، غسالة وطباخة وبائعة في محل فلافل، مدرسة للغة العبرية، باحثة في مكتب للإحصاء، مدرسة أدب في مدرسة ثانوية، محررة ومترجمة حرة. تقوم اليوم بتدريس اللغة العبرية في جامعة بن جوريون. من كتبها "أنا محتلة يا أبي: علاقات الأباء والبنات في الشعر العبري بالستينيات وفق قصائد داليا رابيكوفيتش، ترتسا أتار ويونا فولاخ"، 2007، ترجمة كتاب "المخ الشعوري: البنية الأخلاقية للحياة الشعورية" لجوزيف لادو، 2005. حائزة على جائزة "تيفاع" للقصيدة ومنحت لها في مهرجان مطولة الشعري. القصائد المترجمة هنا منشورة في يديعوت أحرونوت والصورة الأولى بعدسة عيدان لاندو.

4 comments:

  1. انت يا نائل تحفر نصاً جديداً اكاد اشعر بأنك تعانى بقدر المؤلف لا فى البحث عن معانى الكلمات وانما فى التقاط اللحظة التى عاشها

    الكاتب حين كتب او فى العثور على لحظة موازية تخصك
    تحياتى

    ReplyDelete
  2. نائل يمكن انت مش محتاج تحيتي.. بس أنا في الواقع محتاج أحييك.. أرفعلك عدة قبعات.

    ReplyDelete
  3. شعر رقيق جدًا وراقِ جداً.. لاعجب ان كاتبته -كما أوضحت في النبذة عنها- عملت في كل هذه المهن ولا شك ان ده أكسبها تجربة عريضة.. أعتقد ان عصير تجربة بهذا العرض لابد وان يكون بهذا الزخم والغنى.
    السؤال بأة اللي يطرح نفسه بعد قراءة هذا الشعر الجميل.. بنت العم شيرا ستاف هذه، هل لم تتأثر بنت العم شيرا ستاف بمعاناة الفلسطينيين وهل لم تهتز لهذه المعاناة لدرجة تجعلها تكتب عنها؟
    هل لم تكتب عن أحداث كمجزرة صابرا وشاتيلا أو مجزرة الحرم الإبراهيمي مثلاً أو عن مآسي أخرى؟

    ReplyDelete
  4. شكرا للجميع
    يمكن مطالعة قصيدة لشيرا ستاف احتجاجا على حرب غزة الأخيرة هنا
    http://alghaoon.com/alghaoon/files/gawoon12.pdf
    نائل الطوخي

    ReplyDelete

comment ya khabibi