طيب، أنا غاضب، وهذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها بشكل شخصي هنا، أقول فيها شيئا ما بخلاف النصوص المترجمة.
بعد زيادة نطاق الاحتجاجات في إسرائيل، وبعد بدء تواتر صورها على الفيسبوك، وجد الناس في مصر أنفسهم في حيرة، هل هم مع تلك الاحتجاجات أم ضدها؟ خاصة أن كثيرا من اللافتات المرفوعة في إسرائيل كانت تعلن استلهامها للثورة المصرية. هذا الارتباك كان يمكن له أن يثمر الكثير، لولا أن الغالبية فضلت، كالعادة، عدم الفهم، وانحازت للسخرية المجردة من الاحتجاجات، سخرية قائمة على عدم الفهم بالأساس، عدم فهم المشكلة الطبقية التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، وعدم فهم أية مشكلة أخرى تمر بهذا المجتمع، طالما أن هذا المشكلة لا تتصل اتصالاً مباشراً بما نعرفه نحن عن الإسرائيليين، أي: كونهم مغتصبو الأرض العربية. الإسرائيليون هم مغتصبو الأرض العربية بالطبع، ولكن حتى المغتصب لديه مشاكل أخرى بخلاف كونه مغتصباً. قد يتعثر في سداد دين، وقد يعجز عن سداد ثمن عشائه، وقد يعجز عن سداد إيجار بيته. نعلم أن أزمة السكن كانت هي الشرارة التي دفعت بالاحتجاجات إلى هذا المدى الواسع، بالإضافة إلى الشرارتين التونسية والمصرية بالطبع.
أعتقد أننا نرتكب خطأ قاتلا في تعاملنا مع إسرائيل، بإصرارنا أولا، على فهم كل شيء يدور هناك من خلال الزاوية السياسية فحسب، لا الفنية ولا الثقافية ولا حتى المجتمعية، وبإصرارنا ثانياً على فهم الزاوية السياسية بوصفها علاقة الإسرائيليين بالعرب فحسب، لا المشاكل الطبقية، لا أزمات الشرقيين والغربيين، لا أزمات المتدينين والعلمانيين. هناك مشاكل أخرى، وحتى نفهم الصورة كحلها فعلينا أن نحاول الاقتراب من هذه المشاكل.
نقدم هنا مجرد محاولة، أدبية، متواضعة، لفهم أزمة الاحتجاجات الآن. اخترت ترجمة قصائد من كتاب أصدره ناشطون إسرائيليون يجمعون فيه القصائد الملقاة في الاحتجاجات هناك، وهي قصائد ذات بعد طبقي وسياسي واضح. وتعد استكمالا لأنطولجيتين أصدرتهما نفس المجموعة من النشطاء والشعراء، وهما أنطولوجيتا "أدوماه: حمراء" للشعر الطبقي في إسرائيل، و"لاتسيت: اخرجوا" للقصائد الرافضة للحرب على غزة.
الكتاب الصادر منذ أيام بعنوان "ديوان الثورة: أشعار الخيام"، حرره كل من يوديت شَحَر، روني هيرش، يَعرا شحوري، ماتي شموئولوف، روعي تشيكي إراد، إفرات ميشوري، يهوشواع سيمون وغيرهم. ويضم قصائد من كافة أنحاء العالم، بالإضافة إلى الأشعار العبرية بالطبع، يضم آلان جينسبرج جنباً إلى جنب مع أحمد فؤاد نجم، وسميح القاسم وشعراء فلسطينيين شباباً من الداخل، مثل راجي بطحيش وتامر مصالحة. صمم الغلاف أورن زيف. الكتاب بالعبرية متاح للتحميل هنا
اخترت هنا ترجمة مقدمة الكتاب مع قصائد منه، عل هذا يسهم في إيضاح شيء من المشهد هناك.
ترجمة واختيار: نائل الطوخي
"مقدمة"
الشعب يريد
في 14 يوليو 2011 أمسكت النار التي اشتعلت في القاهرة وتونس بقمم أشجار الفيكوس بشارع روتشيلد، وأخرجت مواطني إسرائيل للشوارع الرئيسية، من كريات شمونِه وحتى إيلات، من حولون وحتى الناصرة.
جيل كان يهز رأسه لسنوات طويلة أمام سياسة "الفرد والمحكوم"، ووجد تحققه الذاتي في الطابور لقائمة الموبايل، قام ذات صباح، رمى خلفه التقسيمات المعروفة وطلب ما يستحقه. في مستوطنات الخيام، عن طريق اللافتات الكرتونية المرسومة عليها شعارات مقفاة ومرصوصة، استعدنا مواطنتنا، لن نقبل المزيد من فتات الحقوق التي نأخذها كإحسان من أيدي السلطات، وإنما طلبنا بسيط ومدو بالعدالة الاجتماعية التي تحتوي الجميع، عربا ويهودا، عمالا وطبقة وسطى.
جمهورية الخيام هي محاولة جريئة لأن نخلق في المكان البائس والفاتن الذي نعيش به أمة من المواطنات والمواطنين الذين يلتقون ويتحدثون ويسمعون وينشدون، يتناقشون ويطلبون. ما الذي يريده الناس في الشوارع؟ يتساءل مراراً وتكراراً المحللون ولاحسو صحون النظام في خوف. الإجابة البسيطة تزعجهم، تبدو لهم غير ممكنة: نريد أن نعيش في بلد لا تظلم كل من يقع في طريقها، نريد أن نحيا في مساواة وسلام.
ديوان الثورة الذي أمامكم يحاول أن يعطي دفعة أخرى للمسيرة التي تدور أمام أعيننا. مبدعو الديوان هم المبادرون بالمجموعة الشعرية "حمراء: أنطولوجيا للشعر الطبقي" الصادر في 1 مايو 2007، و"اخرجوا: أنطولوجيا ضد الحرب على غزة".
في السنوات الأخيرة حارب الشعر لكي يعطي الأولولية للصراعات الاجتماعية في أنحاء البلاد. مع صدور "حمراء" خرج عمال بناء في مسيرات بشوارع تل ابيب، بالإضافة إلى عاملات في الزراعة، وهذا العام قام العاملون في المجال العام بوضع الصراع من أجل العدالة الاجتماعية على رأس جدول اليوم العام. تجسد الحلم وهو عذب. بخلاف إنجازات الاحتجاج، فإن التغيير الحقيقي يكمن في أنه قد خلق هنا جيل جديد فقد خوفه.
ديوان الثورة هو صرخة "كفى"! للفنانات، مصورات وشاعرات، ولكنه أيضا صرخة السعادة والضحك.
تحيا جمهورية الخيام!
تحذير عاجل
تاهال بيروش
هذا تحذير عاجل، في كل الحالات التالتية توقفوا عن العمل فورا واخرجوا للشوارع.
توقفوا عن العمل إذا كانت في مكان عملكم فجوات في الأجر بين العامل الصغير والمدير الأكبر، إذا لاحظتم أنه يوجد مديرون يسيئون المعاملة أو مديرون بشكل عام، إذا كان عليكم أو على من بجانبكم العمل أكثر من سبع ساعات في اليوم، أو لاحظتهم أن عمالاً مرضى يأتون للعمل، إذا طولبتم بتقديم تقارير عن مكانكم، إذا كان عليكم قيادة سياراتكم للعمل يومياً، إذا وجدتم أنه عليكم أن تدفنوا أنوفكم في الرمال، أن تكذبوا، أن تبيعوا منتجات لا أحد بحاجة إليها، إذا طولبتهم بارتداء ملابس مناسبة، إذا كنتم مقابل السبع ساعات تتلقون أجورا لا تكفي للسكنى في غرفة على السطح، للطعام، للدراسة، لإنجاب طفل، لشراء كتب وموسيقى وحضور المسرح والسينما، لشراء ألوان وأوراق للرسم، لحضور دروس رقص ورحلات بالأوتوبيس للبحر. توقفوا عن العمل إذا كنتم تعرضون صحتكم للخطر، على سبيل المثال: تستنشقون الغبار، الجير، الإسبست، الإكونيميكا، تصعدون لمرتفعات بدون شبكة أمان، إذا لم يسمح لكم أو كنتم غير قادرين على الذهاب للحمام، تجلسون في مكتب محجوب عن السماء ومضاء بأضواء الفلورسنت أغلب الوقت.
إذا كنتَ أو كنتِ تجدون أنفسكم في واحد أو أكثر من هذه الحالات، فهذا التحذير العاجل يتصل بكم، هذا هو كل شيء. اذهبوا للجلوس في الهواء المفتوح بجانب بيت وزير الدفاع، وزير الخزانة، رئيس الحكومة، جميع رؤساء الحكومات، اخرجوا للجلوس بجانب بيوت أثرياء إسرائيل الذين يشغّلونكم، وإذا أتيح لكم أن تروهم، ربما تتمكنوا حتى من الجلوس في حضنهم. اخرجوا. اخرجوا للجلوس في أبراج أكيروف، على سطح بناية الأوبرا، في سافيون، كفر شمرياهو، هرتسليا بيتوح، أرسوف وقيسرية. أغرقوا شوارع تل أبيب شمالا ووسطا وتذكروا: ما المسموح، وما الممنوع.
محمد البوعزيزي
شَحَر ماريو مردخاي
أنا محمد البوعزيزي،
وبرعم أني مت
وعشت في تونس، التي دهستني فيها أقدام الطغاة،
أقول لكم
إن تونس بلد يمكن فيها أن نرفع رؤوسنا
إذا أردنا.
حتى أنا فكرت مرة أن هذا مستحيل.
وفكرت: على قدر ما تمر السنوات، أكثر وأكثر
فإن هذا يغدو مستحيلاً، أكثر وأكثر.
أي حمقى كنا! جيل درس في الجامعة، ولم يتعلم
أن يرفع رأسه في وقت رفعها. ولكنني أقول لكم:
الحرية تبزع من الحدبة الأكثر خفاء وجمالاً في القلب،
مما نلبسه تحت جلدنا.
وأقول لكم: لو غيرنا المستقبل، فإننا سنغير أيضاً الطريقة
التي يحكمون بها علينا.
أفيقوا، أنتم، من تونس وليبيا وحتى مصر وسوريا،
لا خوف مما هو قريب مثل التراب ومما هو ميت مثل نار الحدادين.
أنصتوا
أنا محمد بوعزيزي،
أنا ميت، وأعيش في عالمكم هذا،
دهستني أقدام الطغاة،
وأقول لكم
ليس هناك بلد لا يمكن فيها أن تمشي منتصباً،
فقط لو أردت.
جعلوني أحرس القطة
روعي تشيكي إراد
كان عليّ أن آتي وأقبّلك ولكنهم
جعلوني أحرس قطة وزير الداخلية
كان بإمكاني تقبيلك
ولكن كان عليّ حراسة قطة طفلة وزير الداخلية.
هذه القطة ليست لوزير الداخلية، هذه القطة لطفلة وزير الداخلية
ووزير الداخلية، هو
قد أصبح وزير الزراعة
وأنا لا أحتاج أية علاقات بوزير الزراعة
الجميع يريدون علاقات بوزير الداخلية
كل الأناس الموجودين في الداخل.
كان علي أن آتي إليكِ، وكان بإمكاني تقبيلك. كان هذا رهاناً
أحمق، بدا عندها كأنه هو الأمر الصائب: وزير الداخلية. طفلة وزير الداخلية في الحقيقة.
وزير الداخلية أصلاً ليست لديه قطة. والآن أيضاً وزيرالزراعة ليست لديه قطة.
وكان بإمكاني تقبيلك.
وكان بإمكاني البدء في ثورة.
حمالة صدرك تسقط، لباس كرة القدم الذي أرتديه كان مدعوماً مثل الحكومات المختلفة.
وكنا نتحدث عن الثورة، أنتِ رسامة جرافيتي بشهادة معتمدة.
كنا نعمل على الستيكر.
ومن الناحية الثانية: القطة، ذات الكرش، شاربها يقطر منه الدهن.
ربما ليس في الأمر نقود، هذا نوع من الجميل أقوم به لوزير الداخلية، بدا هذا حينها كفرصة.
عندما وصلت للأوتوبيس بعد ساعتين وسبعة عشر دقيقة في النقاط المزدحمة، اتضح أن الوزير ألغى
رحلته مع ابنته بسبب الكلام عن الحرب، هكذا لم تعد هناك ضرورة لأن أحرس القطة.
أرسل لي رسالة قصيرة، الوزير، ولكن تليفوني ظل بلا بطارية.
في سلكوم باعوني بطارية سيئة وماتت في ساعتين.
هذا أمر يهتم به وزير الاتصالات أو وزير الطاقة
وهو العدو الكبير للوزير، هو الذي حل محل وزير الداخلية.
كان هذا يوماً تبادل فيه جميع الوزراء أماكنهم،
لأنهم فكروا أن هذا سوف ينقذ الأمور.
عندما وصلت، لم يسمح لي وزير الداخلية حتى بالدخول وشرب الشاي أو الذهاب للحمام
أوضح أن كل شيء بجانب الباب وابتسم.
وقفت بجانب الباب لتنفس الهواء،
حتى نظر لي وجهها الصغير من خلف الستارة بخوف.
قصيدة
زهافاه جرينبيلد
أنا اسمي زهافا
أعيش في الحيز الديمقراطي
أموت في الحيز البيروقراطي.
يخرجونني من البيت.
ليس لديك مال لتدفعيه للفاسدين.
ليس لديك مال لتدفعيه للفاسدين إذن احزمي أغراضك. أصلا لم نحب أن يسكن هنا أغراب، امرأة وحيدة مع طفل، في شقة تملكها الدولة. سمحوا لك بالحياة هنا برغم أنك مختلفة،
أنك دفعت بدون الحديث وبدون السؤال عن السبب؟
لقد أذوا روحي، أذوا نفسي،
وأنا أنقبض، أنتظر الموجة القادمة،
ابني يكبر، ابني يصبح ذكياً.
معك حق يا ماما، حاربي الجميع هنا.
وعندها أبقى وأكتب رسائل. القاضية غاضبة: "لا تتحدثي عندما لا نطلب منك".
أنظف المكاتب: "ما الأخبار؟ كل شيء على ما يرام". للأشخاص اللطيفين.
أنا اسمي زهافا، وما أراه –
هو أنه لا تزال هناك نساء في الطريق. نساء جميلات جداً، يمكنهن الركل ولديهن شيء ما بالداخل،
يحاربن هنا لأجل البيت، يسرن هنا منذ سنوات.
إذن عندما تفكرون أن شخصاً ما سوف يتنازل هنا بعد كل هذه السنوات، فأنتم ببساطة مخطئون،
ولمن لم يسمع جيداً – نحن باقون!
في حي يهودا عميحاي لن يسكن الشعراء
مويز بن هراش
في وسط القدس
في المكان الأكثر غلاء في المدينة،
بواكا شارع عيمك رفائيم
يتم الآن بناء حي الشاعر يهودا عميحاي
وأفكر أنا في هذا
في أن الشعراء لن يتمكنوا
من السكنى
في حي يهودا عميحاي
ربما عميحاي نفسه لم يكن ليتمكن
من الحصول على شقة
وليس اليوم
بينما كل شيء هو المال ولم تعد هناك مشاريع
لتوطين المسنودين
مثلما في يمين موشيه
عندما أخرجوا من هناك
جدة شفيلي
بعد حرب الأيام الستة
لتوطين الأكاديميين
أو بكلمات أخرى
عندما أخرجوا الشرقيين الذين عاشوا على الحدود
وقاموا بإنهاء دورهم التاريخي
ووطنوا
إشكنازاً على مدار الأيام
اغتنوا من شققهم
هل
هذا
هو الاحتلال الفاسد؟
وأنا أسأل هل
بعد أن يعيدوا الأراضي
سيعيدون المطرودين
مطرودي يمين موشيه
إلى شققهم
أو على الأقل
إلى شقق
في حي يهودا عميحاي
الذي عاش ومات في يمين موشيه.
أنا أريد حيا باسمي
حياً في كل بناية فيه يسكن شاعر
ولكن ليس من المسنودين
وإنما من المجانين
غير المنظمين
أو على الأقل يمنحوا الشعراء
دور البواب
حامي العتبة
هذا يبدو ملائما أكثر للشاعر
أن تمنحه وقتا للتفرغ لكتابة القصائد
في زمننا الحر
وإذا حدث هذا
فأنا أطلب أيضاً
أن يحتلوا دولة أو اثنتين
ويطلقوا اسمي أيضاً على غابة
غابة أو اثنتين
وكذلك مدينة باسمي
مدينة أو اثنتين
مويزية أو هراشيا
الاسمان غير سيئين
إذا أردتم
فهذه ليست أسطورة
هذه قصيدة.
بيت
إفرات ميشوري
كان ياما كان بيت طائر.
البيت كانت له أجنحة. وللأجنحة
كانت قوة. وللقوة
كانت ريح. وللريح
كان هناك بيت طائر.
ليس الأمر خطيراً، الأساس أن بيتاً
وبداخله، الأساس أن هناك باباً
للخروج، والأساس للدخول
بصورة صورة
واضحة لمن يدخلون.
هؤلاء من يجربون الأمر بشكل مخالف – يغضبون
هؤلاء الذين يغضبون – يهربون
ومن يهرب
يدخل لطلب كوب ماء
غرفة تخصني
يوديت شَحَر
لا أملك خمسمائة ليرة، يا فرجينيا
ولا أملك غرفة تخصني،
أملك طفلين
غرفتين
وحسابين –
كلاهما بالسالب
وأملك ميراثاً وأملك شفرة وراثية
وأجراً عن التدريس يغطيني بالكاد.
خمسمئة ليرة لا أملكها، يا فرجينيا
ولا أملك غرفة تخصني،
لدي قلم وورقة
ورغبة مكبوتة
ونور شاحب يتدفق بصمت
من خلف نافذة
نصفها مغلقة
ونصفها مفتوحة على اتساعها.
اللنبي 40
لوران ميلك
أسير نائمة
أقوم نائمة
أنام نائمة.
عشر سنوات في عرض الأزياء
لا أحتمل هذا العمل.
أظلموا لي عقلي
باعوني للعلماء.
دهسوا لي كبدي.
جعلوا مني مربى للذباب.
ربطوا لي الأوردة السوداء.
عقدوا لي غددي الدمعية،
خاطوا لي ملابس شفافة،
جعلوا مني ثروة هائلة.
كنت نباناً لثلاث سنوات
أرقد نائمة
أكتب نائمة
أنام نائمة.
مثلت في عشرة أفلام إسرائيلية ولم أذهب حتى لرؤيتها.
كنت عند الكثير من المخرجين المتصلبين.
لم أحتمل هذا العمل.
عملت نادلة في اللنبي 40،
لم أحتمل هذا العمل.
عشر سنوات في العمل البنكي
لم أحتمل هذا العمل.
كنت أبيع في كلبو شالوم
سقطت سويا مع المشاجب.
لعبت شيش بيش مع نفسي
لم أحتمل الخسارات.
كنت حفارة قبور لثلاث سنوات
أسير نائمة
أجلس نائمة
أنام نائمة.
هنا نسكن في متعة
دانيال عوز
هنا نسكن في متعة –
أنا وأمر الإخلاء
وصرة مفاتيحي.
كل مفتاح يفتح
قفلاً كان قد استبدل
في مكان ما في المدينة
ومفتاح آخر يغلقه.
أبحث عن مدينة
أساف بن دافيد
أنتِ لا تسافرين معي
لعواصمي،
ولا لمدن الويسكي
لا،
أنتِ لا تجففين من أجلي الدكك الخشبية
من الندى
الليلي
وتنيمينني هناك
كأن هذا هو بيتي.
أنتِ تقولين فقط
الأفضل أن تبحث عن بيت آخر
في مدينة أخرى
بينما أنا أركض في الظلام
راكباً المواصلات
لا أعلم أبداً
عن أي مدينة
تتحدثين
ولكنني أشعر بها
تقبض عليّ من حلقي.
يمحون
عِران هاداس
أنت تجفف الحمص كما يجففون العرق
أنا أجفف الحمص كما يجففون الدموع
يأكلون ويمحون
لك الرغيف، لي البصل
البروليتاري
(إلى أبي)
عيريت كاتس
كان يسمي العفن على الخبز بنسلين
وكان يسمي عفن الموز عسلاً
وكنا نأكل كل شيء ولا نتدلل
هناك أشياء نفهمها في وقت متأخر
وتكون جيدة كذلك فيما مضى
في الهزيع الأول لليل كان يخرج للعمل
في الهزيع الثاني يعود
يتحدث مع الراديو أمام الجريدة
أمام التليفزيون يبكي وينام
عيناه المتعبتان كانتا خجلتين كندبة
هناك حروب تحسم في وقت متأخر
وتكون جيدة أيضاً فيما مضى