د. سيجال بريلمان.ولدت في حيفا عام 1968. كتبت رسالتها في جامعة حيفا عن الشاعر الإسرائيلي ناتان زاخ. أم ولديها ثلاثة أطفال. تعمل مدرسة للأدب في المدرسة العليا ومحررة في دورية "ميطاعم" اليسارية. القصة المنشورة هنا مأخوذة من العدد الأخير من "ميطاعم".
كل من هب ودب
سيجال بريلمان
ترجمة: نائل الطوخي
إلى زوجي
كل الأشخاص، الأسماء، الأحداث، الأماكن، العلاقات، كل شيء ممصوص من إصبعي. أي مصصته.* ولكن هذا في القصة فقط. في الواقع لم أكن أمص إلا لك. لا تفكر حتى في أخذ هذه القصة إلى محكمة دينية. لن يصدقوك.
المخلصة، المحبة إلى الأبد، زوجتك.
كان لدي احتمالان: إما أن أقف في شباك الجامعة في الطابق الثلاثين وأصرخ – لا أريد أن أموت، لا أريد أن أموت، أو، وهذا هو الاحتمال الثاني، أن أترك كل من هب ودب ينيكني. لا أقول هذا لكي أكون صادمة. في الأدب المعاصر، كل واحدة تحاول هذا ببساطة إلى درجة الغثيان. أنا أفضل الالتزام بالحقيقة. أعرف كل شيء عن الخيال كما أعرف كل شيء عن النيك خارج إطار الزواج، الله يسامحني. ما الذي يقع خارج إطار الزواج؟ لا أفهم أبدا. اختيار سيراميك الحمام، هل يتم هذا داخل إطار الزواج أم خارج إطار الزواج؟ جيد، هذا أمر لامع. اجتماعات أولياء الأمر؟ نفس الشيء. السفر بالسيارة؟ بين هذا وذاك. النيك في البيت، على السرير، مع الزوج؟ هذا أمر لامع جدا. والنيك بالبيت، على السرير، مع شخص آخر؟ هل يقع هذا داخل إطار الزواج أم خارجه؟ أريد أن أحاول شحذ المسألة قليلا. أن تمصي لشخص ما وتنظري أثناء ذلك إلى صورة الزوج بجانب السرير؟ إذا لم يكن الزوج مبتسما، فلا مشكلة. هذا أمر داخلي. ولكن ماذا إذا كان مبتسما وفمه مفتوحا؟
إلى زوجي،
حتى هنا فكل شيء هو نظرية تخيلية. أو خيال تنظيري. الآن، اخرج من الغرفة ودعني أكتب.
المحبة منذ الأزل، المحبة إلى الأبد
زوجتك.
لنفترض، هكذا، أنني أخرج إلى مقهى، أقرأ كتابا، أضع ساقا على ساق، جيبة قصيرة، ليس جدا، ولكن يمكن أن تكون قصيرة جدا أيضا. الكتاب يوازن الأمر. لا أنظر لأي اتجاه، أركز. أكتب ملاحظات بالقلم الرصاص. أبتسم للنادلة. أبدل ساقي اليسري باليمنى. ألحس شفتيّ. أخرج سيجارة، أدخلها ثانية وعيني اليمنى تلاحظ شخصا ما. كبير؟ ليس جدا. أنيق؟ نعم. لون الجوارب يوائم لون الحذاء؟ ليس أكيدا. زوجته تجلس بجواره. مظهرها خرا. تأكل، البقرة، وأنا لا آكل. كل واحدة ورغباتها، هكذا أنظر لها باحتقار وهو ينظر لي ويراني أنظر لها باحتقار فينتقل الاحتقار له. ينشق لاثنين، احتقار لها، بينما الجزء الأسفل من جسده يقوم بعملية تمثيل ضوئي لي، البقرة لا تعرف شيئا. واحد صفر لي.
إلى زوجي،
التدريب، التدريب فحسب، لا أفعل شيئا، فقط أتدرب على اللاشيء. الأولومبياد معك أنت فقط يا حبيبي.
زوجتك
ملحوظة: الجزء القصير القادم هو مختصر لحوار يدور بين متخصصَيْن في عملية الجرد
قضيب بطول متوسط، يميل بخفة لليمين: شاب طويل جدا، أرمل جداً، أرمل لامرأتين، يأكل النساء، نلاحظ هذا على أسنانه، البيضاء الجميلة، سيارة سوداء، كبيرة، ولدان وبنت، بذلة سوداء، قميص أبيض، حزام سميك، كرافتة حمراء، والابتسامة، الابتسامة.
قضيب بطول متوسط، مستقيم: شاب واحد، متوسط جدا، شامة بنية كبيرة على كتفه الأيسر، وشم عقرب على كتفه الأيمن، ساقان مشعرتان، مؤخرة مسطحة، مهندس طعام.
ليس هناك قضيب، هناك زر: شرطي، بزة مكوية، يبكي في الأفلام السويدية.
قضيب طويل، سميك، للتلويح بالعلم، وقفة انتباه: طويل، شعره أسود، حاجباه ثخينان، ذقنه محددة على طول الفك، سيارته كبيرة ورمادية، لحسَتْ رأسه ومنحته قبلة.
والآن، كل من هب ودب. تزوجت في سن العشرين. كنت بالكوشة أرتدى البزة العسكرية التي حصلت عليها من مركز الاستيعاب والإمداد بعد تسريحي، ولكن هذا لا يزال في المنطقة الرمادية. إذا كنت ارتديت بزة عسكرية صباحا، لماذا يأخذونها مني في مساء نفس اليوم. لدى دخولي إلى القاعة، أدى لي جميع الضيوف التحية العسكرية، وكذلك فعل الحاخام العسكري. في اليوم التالي صباحا ذهبنا إلى المطار، زوجي وأنا. هو بشورت وبقميص بولو مبقع وأنا بالبزة العسكرية. ضباط التفتيش في المطار أدوا لي التحية العسكرية. وكذلك المضيفات في المطار. في اليونان تعريت، ولكنني لم أفعل هذا إلا في الغرفة. تجولنا في أثينا وصعدنا للأوليمب. فوق، على الجبل، أهداني زوجي سلسلة وخاتما لكي يكتمل المنظر. جميع السائحين أدوا التحية العسكرية لي. شعرت بأنني على الأولمب. بعد عام وثلاثة أشهر، وصلت إلى غرفة الولادة، بالبزة العسكرية. القميص كان على ما يرام وأمي قامت بتوسيع بنطلوني بالمطاط. خلعتهما في غرقة الولادة، لا يمكن ولادة الرضيع هكذا، وعندما خرجت الرضيعة، لحست لي على الزرار من فوق حلمتي. ثم ولد بعدها ثلاثة أطفال، وعلى أية حال، فكل هذه العملية كانت ثقيلة للغاية. ماما، هكذا تعلم الأطفال بسرعة، ينبغي احترامها، ليس بسبب البزة العسكرية، وإنما لأنه هناك ماما واحدة فقط. في سن 35 خلعت البزة العسكرية ووضعتها في الكيس ووضعت الكيس في الرف العلوي في الخزانة، من الخلف. بدأت أدع كل من هب ودب ينيكني. رجال شرطة، جنود نظاميون، جنود إلزاميون، حرس الحدود، جنديات شرطة. كل شيء ظل في إطار العائلة.
إلى زوجي،
ما قرأته الآن قد يصرف نظرك عن الأساس. الجروتسك، كما هو معروف، يزيل كل المخاوف من قلوب الأزواج.
مع التحية العسكرية،
زوجتك.
شهادات متناقضة، سيرة ذاتية، باختصار، الحقيقة كلها: في يوم الثلاثاء، 22/4/08، تعرفت على محامي، متخصص في العقود، مشارك أساسي في مكتب بالمدينة، وكذلك في شارع أورلوزروف بشقة على السطح، ثلاث غرف، متزوج، امرأته تعمل خارج المدينة. جميلة، نحيفة، عاقر. في المرة الأولى تنايكنا عنده بالشقة. لساعتين. في كل الاتجاهات. المرة الثانية كانت في الثامنة مساء، وحدثت في مكتبه. طاولة، سجادة ، سجادة، طاولة. في المرة الثالثة زارني هو، فرشت مفارش جديدة على السرير، مصصت له ووصل هو. حدث هذا بعد مجيئه بربع ساعة. بعدها، بعد نصف ساعة، وصل مرة ثانية. هذه المرة، ظلت البقعة على السرير. عندما ذهب، بدلت المفارش. ثم التقينا لـ30 أو 35 مرة أخرى. النساء لا يتذكرن ما حدث بدقة إلا في المرات الأولى. كل ما حدث منذ ذلك الوقت أصبح ضبابيا. نيك في نيك في نيك. أحيانا، بين هذا وذاك، كنت أمارس الجنس وأنا أتخيله. لم يحدث هذا وأنا معك. لا يمكنني التصديق على هذا، ولكن المهم هو القلب. القلب، وقلبي معك.
إلى زوجي،
إذا لم تكن قد قرأت، فمن المفضل ألا تقرأ. متى تصل اليوم. أعددت فطيرة البشتيدة.
المخلصة، إلى الأبد،
زوجتك.
________________________________________________
* تعبير في العبرية يعني مختلق