آجي مشعول
ترجمة: نائل الطوخي
القتل الرحيم
كنت ملك موت يحمل بيده خطافاً من الحديد
منجله مسلول، يشبه الإنسان
عبرت الكيلومترات
كنت ملك موت يقود سيارة تويوتا ياريس
عندما تدوس حوافري على دواسة البنزين
بالخطاف ترقد الحياة على ظهرها
وتصدر صريرا من بين الشقوق
بالخطاف تتوسل الحياة لأجل نفسها
وتنزف دماً على أغطية المقاعد
غيمة شر
هذا ما كنته عندنا حلقتُ
من فوق ظلام المسافة
حتى السم
عندما وضعت الخطاف بيد
المخدر
عندما أخفيت قروني في القلنسوة
عندما زررت القميص على صدري المشعر
ووزعت الموت.
الأوز
أفشتاين، مدرس الرياضيات،
أراد أن يوقفني على السبورة.
قال أن رأسي لا تصلح إلا لارتداء القبعة.
قال أن عصفورا بعقل كعقلي
كان يطير إلى الخلف.
وأرسلني لرعي الأوز.
الآن، بعد سنوات من هذه المحاكمة،
عندما أجلس تحت النخلة
بإوزاتي الثلاث الجميلة،
أفكر أنه كان بعيد النظر،
مدرس الرياضيات،
وكان الحق معه.
فليس هناك ما يسعدني أكثر
من أن أراها الآن
تنقض على الخبز المفتت،
تهز ذيلها السعيد،
تتجمد للحظ صامتة
تحت قطرات الماء
الذي أرشه عليها
من الخرطوم
تشد رؤوسها وأجسادها،
تنتصب عندئذ كمن يتذكر
البحيرات البعيدة.
منذ مات مدرس الرياضيات
وماتت أيضا معضلاته التي لم أنجح ولا مرة
في حلها
أحب القبعات،
ودوما في المساء
عنما تعود العصافير إلى داخل الشجرة،
أبحث عن تلك التي تطير في الخلف.
صلاة الصباح في طائرة إلعال
فتحوا خزانة الأمتعة، أغلقوا خزانة الأمتعة
وفتحوها مرة ثانية، وطرقوا على خزانة الأمتعة
وطووا ورفعوا وأنزلوا
وفردوا وحزموا وأسقطوا
وجذبوا من فوق رأسي
مجموعات التفيلين
وفردوا أغطية الطاليت[1]
وقبّلوا ولوّحوا
وهزوا سويا
جسمهم وأغلقوا
ولفوا وربطوا شرائط الجبين
ثم جذبوا للخلف
أجنحة المعاطف
وجلسوا ولكنهم أيضا
قاموا
أواه أيها اليهود
لفحص النوافذ
ليروا إذا كانت المياه قد خفت
وفتحوا سفر التثنية
وأغلقوا سفر التثنية
وتحركوا وهاجروا من المدن
في الممرات
وتقوست الأشياء من
ذيل الطائرة إلى
نساء حبالى على الدوام
يهدهدن الأطفال الرضع
ويفتحن خزانة الأمتعة، يغلقن خزانة الأمتعة
ويفتحنها مرة ثانية، ويطرقن على خزانة الأمتعة
ويرقبن كل الاتجاهات
فقط السماء والتابوت
يسمحان بالنوم
يا جنود الرب
مدوا سيقانكم
استريحوا في كراسيكم، روحكم
إلى قدس ربها الآن أقرب
[1] الطاليت والتفيلين من أدوات الصلاة في اليهودية.
______________________________________
ولدت آجي مشعول في المجر لأبوين من الناجين من الهولوكست. ولدت باسم أجنس. هاجرت إلى إسرائيل مع أبويها وهي تبلغ أربعة أعوام. وبدأت في الكتابة في الصف الثانوي. درست الأدب، في البداية بجامعة بن جوريون بالنقب ثم بالجامعة العبرية بالقدس. والتي حصلت منها على الدكتوراه.
أصدرت في السبعينيات ثلاثة دواوين شعرية لم تحظ بردود فعل نقدية جيدة. بدأ اقتحامها لمركز الشعر العبري عام 1986، عندما نشر الباحث الأدبي والمترجم دافيد فاينفيلد، والذي كان يحرر السلسلة الشعرية بدار نشر "كيتِر"، ديوانها "يوميات المزرعة"، وفيما بعد، واصل فاينفيلد دعم مشعول ومساعدتها.
في التسعينيات حظت مشعول بشعبية متزايدة سواء بين القراء العاديين أو النقاد، وفي عام 1995 حصلت أيضا على جائزة رئيس الوزراء. كما حصلت على الجائزة الأولى باسم يهودا عميحاي، وجائزة بلدية حولون. في عام 2002 شاركت الفنانة التشكيلية إيريس كوبليو في إصدار كتاب "كراسة الأحلام" الذي ربط بين الأشعار القصيرة والأعمال الفنية التي تلامس موضوع الحلم.
مشعول تحاضر الآن في معهد "عَلْما" بتل أبيب، وتقوم بتدريس طرق الكتابة بجامعة تل أبيب. وهي عضو هيئة تحرير الدورية الشعرية "هاليكون"، وتدير ورش كتابة في أطر مختلفة.
من كتبها، "جرح القطة"، 1978، "جالوب"، 1980، "حمامة فاكسميليا"، 1991، "انظر هناك"، 1999"، "لحظة"، 2005"، و"زيارة بيتية"، 2009.
تدوينة رائعة جدا
ReplyDelete!!!!