Friday 21 May 2010

بين نزار قباني وألموج بيهار

ألموج بيهار

ترجمة: نائل الطوخي



يعمل الشاعر الإسرائيلي – من أصل عراقي - ألموج بيهار على مشروع شعري كامل يترجم فيه بعضاً من قصائد نزار قباني إلى العبرية، ترجمته ليست حرفية تماماً، أو أنها ليست حرفية أبداً. يستغل هذه العملية ليكتب قصيدته هو، المتأثرة بقباني والتي تستمد طاقتها من شعره. بعض القصائد منشورة في العدد الثامن عشر من مجلة "هاكيفون مزراح" (الاتجاه شرقاً). وكتب بهار في تقديمه لها قائلا:

"ملحقة هنا خمسة ترجمات/ معالجات لقصائد نزار قباني (1923-1998)، المولود في دمشق، من كتابه "مئة رسالة حب"، بيروت 1972. هذه القصائد هي جزء من مشروع أكثر اتساعا من الترجمة/ المعالجة التي قمت بها على مختارات من قصائد هذا الديوان. في طريق الترجمة – المعالجة أسير في أعقاب بعض ترجمات العصر الوسيط من العربية إلى العبرية، وعلى رأسها، الحريزي الأسباني الذي ألف "كراسات إيتيئيل" أمام مقامات الحريري العراققي، وكذلك ترجمة مغامرات "الراهب وابن الملك" لأفراهام بن حسداي. الترجمة التي قمت بها هذه هي في حالات قليلة حرفية تماما، "ترجمة" فعلا، وفي حالات قليلة أخرى فهي لا تتصل بقصائد نزار قباني، الذي أستخدمه كاسم شهير فقط أكتب قصائد لولاه لما كنت لأكتبها، في سائر الحالات فالمعالجة هي بين بين، ذات صلة واضحة بقصائده، وكذلك مع انحرافات واضحة."

ننشر هنا بعض القصائد ملحقة بأصلها القباني:






نزار قباني:

ألموج بيهار:

كلما رأيتك..

أيأس من قصائدي.

إنني لا أيأس من قصائدي

إلا حين أكون معك..

جميلة أنت.. إلى درجة أنني

حين أفكر بروعتك.. ألهث..

تلهث لغتي..

وتلهث مفرداتي..

خلصيني من هذا الإشكال

كوني أقل جمالاً..

حتى أسترد شاعريتي

كووني امرأة عادية..

تتكحل.. وتتعطر.. وتحمل.. وتلد

كوني امرأة مثل كل النساء..

حتى أتصالح مع لغتي..

أيأس من احتمال كتابة قصيدة

عندما أفكر في جمالك..

كيف تقدر الكلمات على أن تصف منخارك

ورقبتك وأنفاسي محبوسة

وشفتاي ترتعشان وكل كلماتي خرساء.

أيأس من احتمال كتابة قصيدة

عندما أفكر في الطريقة التي تتكلمين بها

في الطريقة التي تفكرين وتمشين بها

لو تنازلتِ عن نبالتك ستنقذينني

من السكوت. إن أصبحت امرأة تتزين

وترش على رقبتها عطراً وتلد

من رحمها سأقدر أن أكتب عنك شعراً

ولكن إن لم أيأس من احتمال كتابة قصيدة

لن يكون بي هذا الدافع الذي يدفعني

لأحاول مع كل هذا أن أكتب لك قصيدة

لكي أكون جديرا بأن أزين

رقبتك وصدرك ويديك

واسمك

الذي أخاف من ذكره


نزار قباني:

ألموج بيهار:

إنتهتْ معكِ..

مملكةُ شؤوني الصغيرة.

لم يعد لديَّ أشياء أملكها وحدي.

لم يعد عندي زهورٌ أنسّقها وحدي.

لم يعد عندي كُتُبٌ

أقرؤها وحدي..

أنتِ تتدخّلين بين عيني وبين وَرَقتي.

بين فمي ، وبين صوتي.

بين رأسي ، وبين مخدَّتي.

بين أصابعي ، وبين لُفافتي.

مملكة الشئون الصغيرة التي حكمتها

بمتعة بالغة انهارت عندما جئتِ.

لم يعد لديَ أشياء أملكها وحدي،

لم أعد أنسق الزهور وحدي،

لم أعد أقرأ الكتب وحدي.

لم أعد أقرر ما أشتريه

وما أبيعه وحدي.

أنت جئت بين عيني وبين الأوراق،

بين فمي، وبين صوتي،

بين رأسي، وبين المخدات،

بين أصابعي وبين اللفافة،

بين بداية القصيدة وبين منتهاها.


مع الشاعر الفلسطيني مروان مخول في قرية أبو ديس الفلسطينية

نزار قباني:

ألموج بيهار:

طبعاً..

أنا لا أشكو من سُكْناكِ فيّْ..

ومن تدخّلك في حركة يدي..

وحركة جفني.. وحركة أفكاري

فحقولُ القمح لا تشكو من وفرة سنابلها

وأشجارُ التين لا تضيق بعصافيرها

والكؤوس لا تضيق بسكنى النبيذ الأحمر فيها.

كلُّ ما أطلبه منكِ يا سيّدتي

أن لا تتحرّكي في داخل قلبي كثيراً..

حتى لا أتوجّع..

طبعاً، أنا لا أشكو من سكناك فيّ

ومن تدخلك في حركة يدي،

وحركة عيني، وحركة أفكاري،

كما شجرة التين لا تشكو حينما تضيف

على غصونها عصافير كثيرة، كما الكأس

لا تشكو عندما يُصب فيها نبيذ كثير

كما هذه القصيدة لا تشكو عندما تتطفل عليها

أعين كثيرة جداً، أو

أعين قليلة جداً

نزار قباني:

ألموج بيهار:

إنزعي الخنجر المدفون في خاصرتي

واتركيني أعيش ..

إنزعي رائحتك من مسامات جلدي

واتركيني أعيش ..

إمنحيني الفرصة ..

لأتعرف على امرأة جديدة

تشطب اسمك من مفكرتي

وتقطع خصلات شعرك

الملتفة حول عنقي ..

إمنحيني الفرصة ..

لأبحث عن طرق لم أمش عليها معك .

ومقاعد لم أجلس عليها معك ..

ومقاه لا تعرفك كراسيها ..

وأمكنة ..

لا تذكرك ذاكرتها .

إمنحيني الفرصة ..

لأبحث عن عناوين النساء اللواتي

تركتهن من أجلك ..

وقتلتهن من أجلك

فأنا أريد أن أعيش ..

انزعي الخنجر المدفون في خاصرتي

واتركيني أعيش..

انزعي رائحتك التي دفنتيها في جلدي

واتركيني أعيش..

امنحيني الفرصة..

لألتقي امرأة جديدة...

كي تشطب اسمك من مفكرتي

وتقطع ضفائرك

التي تخنق رقبتي...

امنحيني الفرصة

لأبحث عن طرق لم أمش عليها معك

ومقاعد لم أجلس عليها معك...

وأمكنة لا تذكرك

امنحيني الفرصة

لأبحث عن عناوين النساء اللواتي

تركتهن من أجلك..

وقتلتهن من أجلك

كي أستطيع الحياة من جديد.

امنحيني الفرصة

لأن أكتب قصائد جديدة

لنساء جديدات

فكم قصيدة سأستطيع الاستمرار في كتابتها

لك؟...


ولد ألموج بيهار في نتانيا عام 1978. أعد الماجستير في الفلسفة بالجامعة العبرية بالقدس والدكتوراه

في الأدب العربية، يقيم حالياً في القدس. حاز عام 2005 على المركز الأول بمسابقة القصة القصيرة لصحيفة هاآرتس عن قصته "أنا من اليهود" (العنوان مكتوب باللغة العربية، وقد ترجمت القصة إلى العربية على يد محمد عبود، وبعد فوز القصة استطاع نشر عدد من القصص والقصائد في جرائد ومجلات مثل "هاليكون"، "عيتون 77"، "هاكيفون مزراح"،.

أصدر ديوانه الأول "ظمأ الآبار" عام 2008، "وبعدها أصدر مجموعته القصصية "أنا من اليهود" في نفس العام، وديوانه الثاني "خيط يتدلى من اللسان" عام 2009.وقد نشر مقالة في كتاب "أصداء الهوية، الجيل الثالث يكتب باللغة الشرقية"، عام 2007.

يمكن قراءة قصيدة له هنا، ومقال له يحلل فيه الأدب ذو الجذور الشرقية/ العربية في إسرائيل.

وفق كلمات لجنة التحكيم بجائزة رئيس الحكومة باسم ليفي إشكول للأدباء العبريين (يجئال شفارتس، روت ألموج وليئا إيني" عام 2010، فإن: "ألموج بهار شاعر وأديب شاب شجاع ومثير للاهتمام، منذ بداية طريقه برز صوته الأصيل والواعد في الأدب العبري. يكسر في إبداعه المسلمات اللغوية، ينفض عنها الأحكام الاجتماعية والسياسية، يشحذ طيف الهويات الإسرائيلية، بلغاتها الممحوة، ويعيد لنا قيمتها واحترامها. "



4 comments:

  1. انتقل من خانة الترجمة لخانة السرقة
    دون أن يمرَّ بالاقتباس ، وهذا هو الغريب في الأمر !

    ReplyDelete
  2. ليه سرقة؟
    هو قايل انه كتب قصايد تحت الالهام المباشر لنزار قباني، وان دا كان في محاولة لترجمة قصايد قباني للعبرية، وقايل ان القصايد دي فيها ترجمة حرة وفيها تأثر حر

    ReplyDelete
  3. محمد داود10 June 2010 at 12:20

    المدونة مذهلة يا نائل
    أتمنى لها المزيد من النجاح

    ReplyDelete

comment ya khabibi