Friday 25 December 2009

هيا بنا نفكك المدينة

تفكيك المدينة


نوعام برتوم

ترجمة: نائل الطوخي



في أول الليل

رجل جديد عار في سريري

تل أبيب تغلي بالخارج

ترتعش

تفور

يتم تفكيك المدينة.

من خلف النوافذ الزجاجية الواسعة هناك ثقالة ذهبية بيضاء تدور بسرعة وحشية في الجو،

تقوم بتقطيع رقع السماء لأشكال هندسية،

تقطر حولها شظايا ضوء لامع.

كل السطح مذهب،

غير مكشوف

تقصفه قوات البناء من السماء

دمر!

خرب!

اكسر!

في غرفتي، من الطابق الأقل ارتفاعا، أنا ورجلي نعرض الحب على الملأ!

يتسلل باتجاهي كالروح بين الملاءات البيضاء

وتستجيب النوارس الحمراء

تطير من على السرير وهي تصفق بأجنحتها، تهتف وتحلق

ونحن معها:

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

نحن أسود في السيرك

عرف رؤوسنا يشعل نارا

ذيولنا مسنونة وسريعة كالسكاكين

ننتقل بين إثنتي عشر حلقة مشتعلة

نزأر ونقطف على الأرض بلدوزرات صاخبة.

صفارات قوية تصبح عادية في العالم البارد، المحروق بالأسفلت

مثل صواريخ بالستية بين الارتفاع والانهيار.

عمال، أنصاف آلهة، راكبين على جرارات مرتدين خوذات بلاستيكية مبفعة ومدرعات عاكسة للضوء

يفككون البضاعة ويصعدون، يخلطون الأسمنت، يرددون ببهجة

فتت!

اخرق!

حطم!

نحن مصبوبون من الأسمنت.

تماثيل حجرية قديمة نفخ فيها شخص من روحه:

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

من السماء تنقض أوناش، تنظر شزرا، سكرانة

وبدون إنذار تهاجم، كالمجنونة

رؤوس ديناصورات عملاقة، بمفاصل كثيرة، تدور حول محورها في الفضاء

تفتح بلاعيمها الرهيبة،

ملقاة على الزجاج

كسر!

ابتر!

فجّر!

مملكة قبل تاريخية غريبة هي تل أبيب،

ونحن مأخوذون بالرعب الأخرس

نمضغ الفشار في إيقاع موحد مثل المطحنة

ونشاهد – نشارك في فيلم خيال علمي،

فقط أنت وأنا

بينما فجأة، الأرض تنهار من الأسفل، إلى الداخل،

فيالق نشطة تقوم لإخضاع

مدينة تل أبيب.

"المنصة" تميل على جانبها، وتتشنج،

والفيالق تدفن المسرح القومي القديم

حتى عظامه

وتحتفل على خرائبه برقصة النصر، بأغنية المجد –

اسحق!

شقّق!

قم بالتصفية!

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

وأنت تطلق شررا في أذني.

ويفكك جسدي جسدك والعكس

يفكك أحدنا الآخر-

الألعاب النارية في السقف

الألعاب النارية على المخدة

الألعاب النارية في أفواهنا

بين أرجلنا وبيننا

انفجارات النور والغاز

مشهد صوتي وضوئي كامل

عندما نفكك المدينة.

وبخارج الجميع

يجلس بوذا كبير

ويتخيلنا.

يفرش علينا بطاطين ثقيلة،

شلالات من الحليب،

يسكب ببطء ويقلب في القًدْر.

بالتدريج ينطفئ الحريق.

لسنا أكثر من كورن فليكس في إفطاره.

ننام أمام الثمانيات في الجو التي تصنعها كف الهيلوكوبتر بداخل فمه –

أطفال رضع نائمون في المغارة،

متحررين في أحلامنا.

لن يترك عمله إلا بعد إنهائه

تفكيك صورة تل أبيب

من أجلنا.

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

نـ-فـ-كك المـ-دينة.

________________________________________


نوعام برتوم، ولدت عام 1986، في تل أبيب، تدرس الأدب والكتابة في جامعة تل أبيب. تخرجت من ورشت شعر "هاليكون" ونشرت قصائدها في صحف "بامحانيه"، ودورية "هاليكون"، كما تم تلحين عدد من قصائدها على يد موسيقيين. القصيدة منشورة في صحيفة "يديعوت أحرونوت". والصورة تصوير: داني نويمان

1 comment:

comment ya khabibi