Friday 23 October 2009

جزائر، عودي للبيت



روني سوميك

ترجمة: نائل الطوخي


ولد روني سوميك في بغداد عام 1951 باسم "روني سوميخ". وهاجر إلى إسرائيل عام 1953. درس الفلسفة اليهودية في جامعة تل أبيب وفي السنوات الأخيرة قام بتدريس الأدب وترأس ورشة للكتابة الإبداعية. نشر عشرة دواوين، منها "صولو" 1970، "منفى"، 1976، "سبعة سطور عن معجزة نهر اليرقون"، "زر الضحك" عام 1998، "حزب الحليب"، 2005، "الجزائر" 2008. قام عام 1997 بتسجيل ألبوم "انتقام الطفل المتعثم"، في نيويورك، و"خط الفقر" في فيينا، مع موسيقار الجاز إليوت شارب. وفي 2001 ظهر الألبوم الثالث "مختصر تاريخ الفودكا".

ترجمت قصائده إلى 39 لغة، منها العربية، حيث قام الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم بترجمة ديوانه "ياسمين"، وصدر عن دار الكرامة.

الفيديو المصاحب للشاعر وهو يغني. والصور بالترتيب من أعلى هي صورة الشاعر، صورة غلاف ديوانه "جزائر"، والسفلى لقصيدته "قمح" مطبوعة بالعبرية.

جزائر





لو كانت لي طفلة أخرى


كنت سأسميها جزائر


وكنتم ستخلعون أمامها القبعات الاستعمارية


وكانوا سيدعونني: "أبو جزائر."


في الصباح، عندما تفتح عينيها الشوكولاتيتين


كنت سأقول: "هاهي أفريقيا تستيقظ".


وكانت ستداعب شقرة رأس أختها


وهي واثقة في أنها وجدت الذهب من جديد


الحبوب على شاطئ البحر هي صندوق الرمال الخاص بها


وفي أثار أقدام الفرنسيين الذين هربوا من هناك


كانت ستخبئ البلح الذي تساقط من الأشجار


جزائر، كنت سأقبض على سور البلكونة وأناديها


جزائر، عودي للبيت، وانظري كيف أنني دهنت الحائط الشرقي

بفرشاة الشمس

الخواجة بياليك

طفلة عربية تغني قصيدة لبياليك*

وظل جناحي الأوتوبيس يسود أشجار الزيتون

في منحنيات وادي عارة.

لا أم. لا أخت، وعيناها تقيسان

من جفن لجفن ارتفاع نجوم

الخواجة بياليك

ذات مرة قرأت أن أول علامة

تبشر بالانطفاء المتقارب لنجم

هي التورم البارز

والاحمرار في الأماكن الخارجية

على جبال شفتيها مدهونة سجادة حمراء

وأطراف القصيدة ضربت دو، ضربت لا

لملايين السنوات يستمر الانهيار حتى تحول النجم إلى كرة مبيضة

تبث فائض الحرارة إلى فراغ

بيت غير منتهي.

الشمس التي تحترق في لهبها تنقط العرق على الفانلات

الزرقاء للعمال

وصوت الصلوات البعيدة للمؤذن يمتد

كحصيرة ممزقة على ظهر حمار

غلب حماره

صورة شخصية من الكوماندو

جريمة القتل الكاملة تحتاج إلى كتلة جليد. ثلجه المسنون

ينزلق بداخل شريان الرقبة

والدم يذيب البصمات

وهكذا، الإصبع المتروك على ورقة تتحول لرقبة منتصبة

قبل أن تقفز الساقان على الأسلاك

للرقص في قلب المعسكر.

في سن الثامنة عشر مضغتُ مسامير

وبصقتُ فأراً

وفقط بسبب النظارة لم يأخذوني للصاعقة.

في عينيْ موظفة التجنيد كان البحر ملوناً

والمراكب البخارية كانت تدور في شواطئ شفتيها

خذ كاميرا، هذا ما أرادت قوله لي، وصور حياتك

سوف تفقدها ذات يوم

وسوف لن تتبقى لديك إلا

النسخة

القيود. قصيدة شارع

وضعوا القيود في يديه لأنه ليس هناك حب في العالم.

وسرق هو رشاشة ماء

حتى يأتي رجال الشرطة ويبحثوا عنه

من أسفل لتحت ويفهّموه

أنه لا يعني شيئاً أن تسرق رشاشة ماء بينما ليس لديك حتى العشب اللازم لها.

أيضا ليس لديه أب. وأمه هي سطر في كراسة

العاملة الاشتراكية.

أي ساقين بيضاوتين لهذه الاشتراكية

مثل الجبن الـ9 في المائة التي يقدمونها يوميا في المؤسسة

قالت له أنه يرسم الغراب جيداً

وفي نفس اليوم ذهب للأرمني في المدينة القديمة

طالبا أن يرسم له هذا وشما على عضلته، كأن يده

جدار في مغارة قديمة.

جمال الجناحين هو ما رأوه هناك

وعينين

ورأس مائلة باتجاه السماء التي كانت

هي سقف الحبس.


قمح


إلى ليئورا وشيرلي



حقل من القمح يرفرف على رأس زوجتي

ورأس ابنتي

كم هو مبتذل أن نصف الشقرة بهذا الوصف


وبرغم هذا، فهنالك ينبت خبز

حياتي



________________________________

* الشاعر الإسرائيلي القومي حاييم نحمان بياليك

6 comments:

  1. قصيدة القيود

    قوية جدا
    وتقديم ماهر ليها
    احترامنا ليك اخ نائل

    ReplyDelete
  2. ميرسي ليك ...انبسطت من "القيود" و"قمح" جدا
    تحياتي

    ReplyDelete
  3. شكرا جزيلا
    قصيدة جزائر شئ جميل و غير متوقع

    ReplyDelete
  4. لم أتخيل يوماأن غير الجزائريين سيتغنون بالجزائر
    فما بالك بيهودي
    نائل تقبل مروري وشكري على جهدك في المدونة

    ReplyDelete
  5. i really enjoyed it :)
    especially "kaiood" w "kam7" w "gaza2er"

    ReplyDelete
  6. It's great to raed Hebrew poetry in Arabic.Actually we need to read the basics of Jewish thought in Arabic, otherwise all what we say about peace and mutual understanding is not accurate. By the way, anyone intrested to read the magnom of Maimonides(Rambam) Mishneh Torah in Arabic can contact me.
    Mohammad: m54david@yahoo.com

    ReplyDelete

comment ya khabibi