هيروشيما – قبلها بساعة
عاميت مِشعان
ترجمة: نائل الطوخي
الدراجة مركونة على الجدار الأسمنتي المتآكل.
عجوز على الدكة يتأمل مستقبله،
يأمل أن يموت نائماً مثل أمه،
ويخاف أن يموت مثل أبيه، أن يصبح عبئاً على عائلته.
ويفكر في الجدار الأسمنتي الذي يتفتت ببطء، ويقول لنفسه
"لن يصمد لوقت طويل."
الطفل الناضج الذي يسكن مع عائلته على الجانب الثاني للجدار الأسمنتي
يدعو الله في قلبه أن يستطيع
في المستقبل السماح لنفسه بالعمل في مكان يحبه فعلاً،
وليس مثل أبيه، طول اليوم في المكتب يصنف الوثائق، أو أسوأ من هذا،
يجد نفسه في عمل أسود وغير كاف، وبصعوبة ينجح في الإنفاق على عائلته.
في الجانب الآخر للمدينة، الجدران الحديدية الثابتة
تحيط البيت الجديد لرئيس المدينة،
ولكن امرأته لا تشاركها نفس الثبات.
تتأمل مصير أمها وجدتها اللتين ماتتا بسرطان الثدي.
وماذا عن مصيرها؟
تفكر في بتر ثديها قريباً، وأن تسبق العلاج بالوقاية.
وأن تضع نهاية لكل المخاوف التي لم تحل عنها لسنوات.
زوجها نصحها نصيحة أخرى، ولكن ماذا يعرف هو عن عالمها الداخلي،
مشغول بأعماله، هي تفكر في الطلاق وتفكر في الجار الأعزب الذي يسكن في المقابل،
وأخيراً تجرؤ على التفكير في حياة أخرى.
في مذمة الدقة
لا تعرف بدقة،
تقول الجدة.
بعد العيد بقليل،
أفكر انا.
لست واثقاً تماماً
يقول الجد.
حوالي سنة بعد أن ولد أخي الأكبر،
وهذا كان حوالي
الشهر السابع.
حوالي منتصف إبريل.
في نهاية شهر تشري.
بين الفصح الثاني للثالث عشر من الحصاد
الدكتور يتحول للجدية وينظر للساعة
ساعة الموت:
15:59:06
جدتي الثانية
في غروب حياتها، نزفت جدتي.
أتذكرها تنسكب، أمواجاً أمواجاً
عندما كانت تنام في سريرها،
ترسل في كل الاتجاهات حدباتها المستديرة
حتى الأرضية.
جدتي، عرفتُ هذا،
كانت امرأة صلبة.
لقد ربت إخوتيها من سن صغير للغاية،
أذكر قصصاً عن دخولها المدينة،
إلى المدينة الكبيرة لأول مرة.
لقد أرادت قبلة على شفتيها،
مبتلة،
واحدة أخرى وواحدة أخرى،
لأنها دوماً ما كانت تنسى.
جدتي كانت امرأة دافئة،
بشكل رهيب،
رهيب.
لم أعرف جدتي في الحقيقة، كنت أنظر من بعيد.
عندما ماتت، وحكت لي جدتي الثانية،
لم أجتهد حتى في محو
ذكريات مضببة
عن امرأة نزفت.
____________________________________________________
نشرت هذه القصائد للشاعر الشاب عاميت مشعان في صحيفة يديعوت أحرونوت، تجدونها بالعبرية في هذا الرابط
No comments:
Post a Comment
comment ya khabibi