Friday, 12 February 2010

امرأة مجنونة بقميص نوم مجنون


إفرات صادقة ميشوري

ترجمة: نائل الطوخي


بلاداه لخمسة زهور وحصان ميت (1)

امرأة مرتبكة بقميص نوم مرتبك عبرت نهراً مرتبكاً باتجاه ضفة مرتبكة. ومن الضفة المقابلة للضفة المرتبكة انتظرتها، بارتباك،

امرأة مجنونة.


امرأة مجنونة بقميص نوم مجنون أمسكت في يدها المجنونة بظرف مجنون. وعندما فتحت المرأة المجنونة بقميص النوم المجنون الظرف المجنون بيدها المجنونة، انتظرها، بجنون،

رجل مثير للشفقة.


رجل مثير للشفقة بشارب مثير للشفقة قطع طريقاً مثيراً للشفقة بخطوات مثيرة للشفقة، ومن الجانب المقابل للطريق المثير للشفقة، انتظره، بشكل مثير للشفقة،

طفل حيوي.


طفل حيوي بابتسامة حيوية وجبهة حيوية وجبين حيوي أخفي بشكل حيوي من خلف صندوق حيوي برطمانا حيوياً. وعندما فتح الطفل الحيوي بابتسامته الحيوية وجبينه الحيوي الصندوق الحيوي بشكل حيوي، سقط عليه، بحيوية،

مسخ منهك.


مسخ منهك بسيجارة منهَكة وتكريعة منهكة عَبرَ ممراً منهكاً في طريقه لحمامٍ منهكٍ. وهناك، داخل الكبانيه المنهك بالحمام المنهك، انتظرتْه، منهكة تماماً،

نهايةٌ مفتوحةٌ


الجدار إياه

شيئ بداخلي يبكي من الجدار إياه

أتحسسه من الجدار إياه

أعرفه من الجدار إياه

أتسلق عليه من الجدار إياه

أسقط من عليه إلى الجدار إياه


شيء بداخلي يبكي من الجدار إياه

أخمشه من الجدار إياه

أنقشه من الجدار إياه

أبكي أمامه من الجدار إياه

أدعوه للمجيء من الجدار إياه


شيء بداخلي يبكي من الجدار إياه

يطلق صرخة من الجدار إياه

ومن الجهة الأخرى للجدار إياه

أتحدث مع


هذا الجدار


البحر

البحر أخفى نفسه في الماء.

الماء اختبأ بين أمواجه

البحر تخفّى بلون شفاف

وغطت السماء عليه.

البحر غرق في البحر.

البحر انقلب وضرب بأمواجه.

البحر جاء من نفسه إلى نفسه.

والزبد غطى وجهه.


لسنوات يتحرك ثائراً

بلا ماض ولا مستقبل

يقدم لنا ملامحه المتقلبة

والتي تيبست أعماقها وأصبحت مياها.


ينغمس في الصمت الأزرق لرائحته اليقظة

البحر غير قادر على قراءة نفسه

فقط يخلق نفسه:

يَلدُ الأمواج

من المزيد من الأمواج

ويخلق الهدوءَ


من عدم الهدوءِ


أقوم

أقوم إلى العالم

عيناي مفتوحتان باتجاه عينيه المغمضتين

لا يزال نائماً.


هو نائم وأنا

لم أعد أبكي.

أنا رضيعة سعيدة عينها مفتوحة.


ألعبُ، هذا ما أريد.

معه، هذا ما أريد.

الآن، هذا ما أريد.


ولكن بينما وجهي الرضيع، الذي لم يعد يبكي،

يستدير إلى العالم بعينه السعيدة

فإن وجهه يستدير إلى الجدار.


هو لا يزال نائماً


لدى الريح

قمتُ نهارا إلى ألمي

ولدى الريح، التي لم تهب

كان ثمة ما تحكيه لي


انتقلتُ للراحة بين ذراعي امرأة جيدة،

ولدى الريح، التي لم تهب

كان ثمة ما تحكيه لي


قمر أشرق في الليل، طيفيا ومنطفئاً

ولدى الريح، التي لم تهب

كان ثمة ما تحكيه لي


ورقة شجر وحيدة ألقت بنفسها وآملت،

ولدى الريح، التي لم تهب

كان ثمة ما تحكيه لي


_________________________________________________________

إفرات ميشوري، شاعرة وأستاذة للأدب العبري، أعدت رسالة الدكتوراه عن الشاعر الإسرائيلي آفوت شورون وحضور مدينة تل أبيب في شعره. ولدت في طبرية عام 1964، وانتقلت لتل ابيب وهي تبلغ سبع سنوات. والدها كان يقوم بتدريس علم اللغة بطبرية ثم في جامعة تل أبيب.حصلت على عدة جوائز مثل جائزة رون إدلر للكتاب الأول (1994)، وجائزة كيرين يهوشواع رافينوفيتش للشعر (2000)، وجائزة الإبداع للأدباء العبريين التي يمنحها صندوق رئيس الوزراء (2001)، كما فازت قصتها "معرفة القارة"، في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها صحيفة "هاآرتس" عام 2004. نشرت عددا من الدواوين مثل "قصائد"، 1994، "من على بعد إفرات"، 1996، "عضة السمكات الصغيرة"، 1999، "الفم الفيزي"، 2002، "تنهيدة وقطاع رأسي".


البلاداه هي نوع من القصائد يفترض أن يحكي قصة. الكلمة إيطالية الأصل وتعني أغنية راقصة ذات إيقاع.

No comments:

Post a Comment

comment ya khabibi