Friday, 20 November 2009

كسك عضاض















شيز

ترجمة: نائل الطوخي

إفرات يروشالمي، المعروفة باسم "شيز"، shez، هي أديبة وشاعرة إسرائيلية، تعيش في تل أبيب. ولدت عام 1959. حصلت عام 1999 على جائزة رون إلدار للشعر، على بعض قصائدها المنشورة في كتابها الأول "رقصة المجنونة"، وعرضت على المسرح مسرحيتان من تأليفها، "إلى البيت"، و"سلسلة جواهر بيضاء".

عام 2001 نشرت روايتها السيرذاتية الأولى "إعادة الأفواه لأرض إسرائيل". وفي عام 2004 حصلت على لقب البطلة الثقافية من الجماعة السحاقية. وفي عام 2005 صدر كتابها الثالث "داجنة". ومنه نترجم هذين المقطعين، ثم بعض القصائد من ديوانها "رقصة المجنونة."

تعالج شيز في أعمالها مواضيع مثل استغلال الأطفال والحب السحاقي، من منظور نسوي بالطبع، ويبدو هذا بوضوح في المقطعين الواردين هنا من قصة "داجنة"، وهي القصة ذات الطابع السريالي والكوميدي، وتتخيل فيها الكاتبة الأعضاء الجنسية للنساء ذات أسنان، وهو كابوس الرجال الأول في رأي فرويد، كما تقتبسه عنه الناقدة ميراف ساريج في تحليلها للقصة بصحيفة هاآرتس، وعن طريق هذا الكابوس تميز شيز بين العضو المدجن للمرأة، الأعزل من الأسنان، والعضو غير الداجن والذي لم يتنازل عن أسنانه.

في حوار مع هاآرتس سئلت: "إلى أي درجة الكتابة الإيروتيكية شائعة لديك؟"

لا أعتقد أنني أكتب كتابة إيروتيكية. وإنما كتابة تتناول تعايش البشر في هذا العالم مع عالمهم الداخلية والخارجية. جزء من هذا التعايش هو التعايش أيضا مع الغرائز والدوافع الجنسية. كوني إنسانة وامرأة معناه أنني أملك دوافع جنسية من بين ما أملك، ولذا فأنا أكتب من هذه المنطقة أيضاً. في درج مكتبي ثمة نصوص غير محررة، بعضها بورنو خالص. هذا شرعي، ولكنني لا أهتم بنشرها مثلما هي عليه، وهذا ليس لأنني أهتم بألا أكون فظة. السؤال هو ما الذي أهدف إليه. بخلاف هذا، ففي رأيي، ليس هناك ما هو إيروتيكي وما هو بورنو، مثلما أنه ليس هناك ما هو مثلي وما هو غيري. نحن نحاول إعطاء توصيفات لشيء ما هو في رأيي امتداد طويل جدا لنفس الشيء."

كسك عضاض


"كسك عضاض"، قالها بصوت عال.

"كسك عضاض"، كررها، "وعلينا معاملة الكس العضاض كما نعامل الكلب العضاض، ليس لدينا خيار. هذا ليس أمرا شخصياً، ولا لأنني أحبك. ليس لدي أي شيء ضدك. ليست عندي أية مشكلة معك، بالعكس. أعتقد أنك ذكية وحكيمة ولطيفة ورائعة وبشوش. أعتقد أنك تملكين قوة نسائية فريدة في ليونتها. لأجل الحقيقة، إن لم يكن كسك عضاضا كنت لأدعوك على العشاء على السطح. بل إنني خططت من قبل لفعل هذا [...] تفهمين، هناك الكثير من الصفات في المرأة، الكثير من الصفات المهمة بالنسبة لي – ذكية وحكيمة ولديها حس دعابة وقدرة على الاستماع وليونة ومرونة فكرية، ولديك كل شيء، في الحقيقة، حتى القلب الطيب. ولكن للأسف، فكسك عضاض، وأنا، بتاعي يحتاج بيتاً دافئاً، بتاعي يحاج كساً مستقبلاً وليناً ومدجناً ومطيعاً."

***

"أفتح أزرار بنطلونه، أعتلي الطاولة، أعتليه، أثبت له أن كسي ليس عضاضاً أبداً، وهو يدمدم بكلمات الحب. يعدني بأنه سيفعل من أجلي كل شيء غداً، وأن كسي هو الأفضل في العالم، ويخرج بتاعه من داخلي، وينزل عليّ، ويثبت لي أن كسي هو الأفضل مذاقاً ورائحة في العالم، ويثبت لي أن عليه الآن الحرب دفاعاً عن كسي وأنه ليس مستعداً للتخلي عنه، ونقبل بعضنا البعض قبلات فرنسية تقوم بتثبيت العهد بيننا، وأقول له: تحبني صح؟ تحبني وسوف تحافظ على كسي، وأنت ترى كم أن كسي لطيف ومطيع ويسمع الكلام ومضياف، صح؟ وهو يقول "نعم نعم"، كأنه منوم مغناطيسياً يتحدث: كسك هو الأفضل في العالم."


ماما

خذي الطفلة وجففي

بقايا المني حول فمها

وبفوطة مبلولة جففي داخل فراغ فمها وبشكل جيد

جففي أسنانها الصغيرة

وغني هدهدات للصغيرة واطلبي منها أن تحلم

بالعشب – الأخضر، السماء – الزرقاء، العصافير، الزقزقة


حباً فيّ

حباً فيّ

يسلك هتلر جوهرة أولى من السلسلة

في داخل حنجرتي، ثم تأتي

جوهرة ثانية، وأخرى، وثعبان

أبيض طويل يتلوى زاحفاً إلى الداخل


ذرائع أدبية

عندما يحل يوم الدين على الآباء المغتصبين

لن تقولوا كلمة واحدة

وفي النهاية ستجلسون هادئين

وسوف تعطون مكانا لفظاعة بكاء الطفلة

ولكن حتى يأتي يوم الدين سوف تستمرون في إغلاق فمي

وفي الابتسام لي بتهذيب

ولن تنشروا قصائدي في أماكنها

وسوف تواصلون حياتكم بذرائعكم الأدبية

***

كوني فظة كوني لامبالية قليلاً

كوني قاسية وللحظة

كوني لينة للغاية

وسيري إلى حيث

لا أستطيع

الحياة

بدون ضرباتك

اركليني

اصرخي فيّ

ابصقي

اشتمي اليوم الذي ولدت فيه

اشتمي أمي

اضحكى على ذكراها

أقيمي كومة من الزبالة بجوار قبرها

ارمي خراء الكلاب على عربة اليد

ونيكيني برجليّ المفتوحتين

حيث يصبح حجر شاهد القبر بارداً بارداً

وتدخل سخونة الشمس في كسك



1 comment:

  1. مدونتك إبداعية تماماً، وكلهـا إنجازات فخريّة، وأنا مهتم كثيراً بمفكّري اليهود على مر الأزمان

    لو استطعت صنع لوحة مترجمة لشيء من أدب أو فكر أو تاريخ الكبير آرثر كوستلر .. فلا تكن بخيلاً عليّ، فإن لكَ إخلاصاً في الترجمة لا أراهُ لغيرك

    أراك على القمم

    ReplyDelete

comment ya khabibi