Friday, 6 November 2009

رقمك القومي موشوم على جلدي

دفنا شحوري

ترجمة: نائل الطوخي

الرقم القومي

1

بمقص مفتوح الساقين

وشمتَ على جسمي رقمك القومي:

صفر

خمسة

ستة

أربعة

ثلاثة

ستة

تسعة

ستة

إلى آخره


اليوم أخجل من التعري

حتى لا ترى رقمه القومي

يركض على شاشة جسمي في الظلام

لن تتسامح

ستجول بإصبعك على الرقم الأول وتلخص الأمر:

لقد كان صفرا في النهاية

هذا ما كانه

2

بفضل قدرتي التي تتجاوز الحواس على اكتشاف رقمه القومي

رنّ لي

كي يعرف مني كيف اكتشفت عورته على الملأ

صمتُ صمتا طويلا على الخط

صمتاً اجتاز قارات وجزراً

وفدانات من الأشواك

وأرخبيلات ومطبات هوائية

وتيارات متقابلة

في نهاية الصمت الحدادي انفجر فجأة في الغناء

ثلاث كلمات ترددن مرة تلو الأخرى

من فمه إلى فمي

حتى تم ابتلاعهن في أعماق الصوت

وتحولن إلى كلمات لطيفة

بردانة؟، سألني فجأة وسحب بطانية من خلفه

غطاني وغطاني وغطاني

مثل مومياء بين ذراعيه

3

عندما خمنت أخيرا رقمه القومي

بدا هذا كأنني خمنت كل أرقام اليانصيب

وأنني أرددها في جميع المناسبات

جاء كلب كبير باتجاهي

من لسانه السميك يقطر الدم

عصفورة سوداء ميتة على الرصيف

بؤبؤاها غائران بعمق في محجريهما

وهو

يتمهل متسائلاً كيف حدث هذا

هذه القوة القاسية

التي تجعله يقف عاريا مكشوف العورة

رقمه القومي معلق في ميدان المدينة

بدون ثياب

ملاءة حمراء مبقعة بالمني:

مداعبات انتهت بصياح

صرخة واحدة ووحيدة

انطلقت من فمه

عندما اكتشف أنني اكتشفت

رقمه القومي

أنا وأختي

جارة أختي تعتقد أنني مجنونة

امرأة لديها أربعون عاما

وطفلان

وتعاني على الدوام من الرجال

حكت لي أختي بالأمس أن الجارة أوقفتها على السلم

أخبرتها أنها قرأت في الجريدة

أن أختها تكتب في قصائدها عن إحباطاتها من الرجال

سألتْ أختي عن سن أختها

وقالت أختي أن أختها لديها أربعين عاما

وأضافت أنه برغم سنوات الإحباط

فهي مع هذا تأمل في العثور على الرجل المناسب

الجارة قامت بحركة تجاهل بعصا السير الخاصة بها

أراحتها على جانبها المبطن

ونزلت خطوة خطوة إلى الأسفل

وقالت أنه ليس سهلا في سن الأربعين

ومع طفلين، أن تجد المرأة زوجاً

وافقتها أختي ولكنها كررت الإشارة في أذنيها المبتعدتين

أنه مع كل هذا فأختها لم تفقد الأمل

وأطلقت الجارة تنهيدة

في مساء الأمس قبل النوم

وأنا أجلس بجانب الكمبيوتر وأختي تطوي الغسيل

تقرب طرفي الملاءة الوردية

وتطابق بينهما في عجينة واحدة مكرمشة

سألتُها أية جارة تقصد بالتحديد

قامت أختي بحركة في منطقة الحوض وقلت أنا

أها هذه السمينة بعصا السير

وأومأتْ أن نعم وقلدت أيضا حركة التجاهل

التي قامت بها بعصاها

عندما كررت أختي معلومة

أن أختها لا تزال غير يائسة من العثور على الرجل المناسب

____________________________________________________


دَفنا شحوري، ابنة أبوين من الناجين من الهولوكست، ولدت في تل أبيب عام 1968. أبوها كان مزارعا وأمها شاعرة ورسامة، وممثلة بمسرح الكامري، وأختها، شافي شحوري، هي شاعرة ورسامة. نشرت دفنا شحوري قصائدها الأولى في دورية "عخشاف" تحت رئاسة تحرير الناقد جفريئيل موكيد. كما صدر كتابها الأول عن دار نشر "عخشاف" في 1988.

على مدار السنوات التالية نشرت أيضا قصائد في دوريات مثل "هاليكون"، "شافو"، "موزنايم"، "عيتون 77"، وتكتب حاليا نقدا فـ"معاريف"، و"تايم أوت"، وكان لها عمود ثابت فيما قبل بـ”nrg”، وفازت مرتين بجائزة كيرين يهوشواع رابينوفيتش للفنون، ولها طفلتان.

ومن كتبها ، "سويا مع شافي شحوري"، 1988، "القدرة: قصائد" 1992، "فكرت في ارتداء جوارب من الليلك"2003، "جولدفيش: قصائد"، 2009.

3 comments:

comment ya khabibi