Friday 25 September 2009

شاؤول يسمع الموسيقى، الموسيقى يسمعها شاؤول

ناتان زاخ

ترجمة: نائل الطوخي


وصف مفصل للموسيقى التي يسمعها شاؤول في التوراة

شاؤول يسمع الموسيقى

شاؤول يسمع

أي موسيقى يسمعها شاؤول؟

شاؤول يسمع الموسيقى

التي تمنحه السكينة؟

شوؤول يسمع الموسيقى

الموسيقى يسمعها شاؤول

ومن حوله لم يعودوا موجودين، كأنهم

اختفوا، اختفت كل الناس.

لأن شاؤول يسمع الموسيقى.

هل هذه هي الموسيقى

التي يحتاج شاؤول لسماعها

في وقت كهذا؟

نعم، هذه هي الموسيقى التي يحتاج

شاؤول لسماعها في وقت كهذا

لأنه ليست هناك موسيقى أخرى الآن

وربما لن تكون هناك

حتى جبل الجلبوع

ابني من أعلى

مالك يا ابني؟

مالك يا أبي؟

للسماء أقلعت

ولم أخََف شيئا


مالك يا ابني؟

مالك يا أبي؟

لا الرأس، ولا القلب

الجسد وحده يرفض


مالك يا ابني؟

مالك يا أبي؟

نار ونور يشتعلان

عند أقدام الجمر


مالك يا ابني؟

مالك يا أبي

من حولي الحديد

يذوب ويُصب


مالك يا ابني؟

مالك يا أبي؟

هبوب ريح الخلود

الموت هنا يدوخ


لا تقلق، يا ابني العزيز

لا تقلق لأمري، يا أبي

اثنانا معا

ميتان الآن

كم أنك رائعة كنت

حانوتي يغلق أقفال محله.

ظلننا وحيدين فقط في الشارع

الأوتوبيس متأخر، الفانوس شاحب

كم أنك رائعة كنت.


النادل ينتظر الزوجين متأخراً

في عدد من النوافذ ينسكب النور

عجوز يقطع الطريق بعصاه.

كم أنك رائعة كنت.


عصافير أخيرة تتوجه لقضاء الليل

قط يتقافز من صفيحة القمامة.

هبوب ريح خفيفة على أوراق الفيكوس

كم أنك رائعة كنت.


أنهي فنجان المشروب.

كتل السحاب تمر مسرعة

الجو بارد، علامات الخريف

كم أنك رائعة كنت


من خلف الناصية هناك زئير لموتوسكل

نعم، كان لديك فستان مبقع

وكنت محتارا أين سنذهب

كم أنك رائعة كنت.

________________________________

ولد ناتان زاخ في 1930 بمدينة برلين، باسم هاري زايتلبج لأب ألماني يهودي وأم إيطالية غير يهودية، هاجر لفلسطين في 1936 وانضم للجيش الإسرائيلي في حرب 1948.

واحد من أهم الشعراء الإسرائيليين، أسس في الخمسينيات مجلة "لكرات" والتي عادت الشعر الإسرائيلي السابق الذي كتبه ناتان ألترمان وغيره، وحررت القصيدة من الاستعارات البلاغية الثقيلة لتجعلها أكثر بساطة.

من دواوينه "قصائد أولى"، 1955، "قصائد مختلفة"، 1960، "كل اللبن والعسل"، 1966، "شمالي شرقي" 1979، "كم أنك رائعة كنت" 2008. وله مسرحية "مدرسة الرقص" التي عرضت على المسرح الكامري عام 1984 وأخرجها شموئيل بونيم. حاز جائزة إسرائيل (1995) وبياليك (1982) وجائزة أكوم عن مسيرة حياته في الأغنية العبرية.

3 comments:

  1. على فكرة حينما كنت مسؤولا في الثمانينات عن دار شهدي بالقاهرة اصدرنا اول ترجمة بالعربية عن " يهودا عمنحاي " وشعره بعنوان تشابك الجذور
    رءوف مسعد

    ReplyDelete
  2. أوه حسناً، في تصوّري؛ أنّ الموسيقى التي يسمعها شاؤول هي الهوية اليهودية، التي ترسخ مفهوم العزلة، أن تكون يهودياً فأنت ملعون إلى الأبد، معزولٌ إلى الأبد؛ وحدك تسمع موسيقى ما، و "من حوله لم يعودوا موجودين" ربما الإشارة إلى الهولوكوست و "هل هذه هي الموسيقى التي يحتاج شاؤول إلى سماعها؟" ربما الإشارة إلى الحاجة لبعض المراجعات، في خيارك، الهويّة التي تطاردك

    بديعٌ فعلاً

    ReplyDelete
  3. اريد ترجمة قصيدة الحصان الخشبى ميخائيل ل ناتان زاخ & قصيدة مى أز يهودا عميحاى

    ReplyDelete

comment ya khabibi